| «شبرابيل» تتحول لخلية نحل في الموسم النبوي: «يا حلاوة المولد»

صناعة تعود إلى زمن طويل، ومنتجات تتوق لها قلوب الملايين، ينتظرون حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، للاستمتاع بمذاقها الحلو وأشكالها المختلفة، بعد أن تعرضها المحال التجارية في علب جذابة، لتخطفها أيادي الزبائن، لكنهم أبدا لا يعلمون شيئا عن سر هذه «الصنعة».

«» قامت بجولة في أحد مصانع قرية «شبرابيل»، قلعة صناعة الحلوى بمحافظة الغربية، للوقوف على مراحل تصنيع حلوى المولد النبوى، التي تملأ الأسواق في الموسم، الذي ينتظره كثير من العاملين في مجال الحلوى كل عام.

خلية نحل تنتج حلوى المولد

ما يقارب الـ20 عاملا انهمكوا في تصنيع الحلوى داخل المصنع، ووزعوا المهام فيما بينهم، منذ التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، لإنتاج أصناف مختلفة، يفنّدها لـ«» محمد الشرقاوي، صاحب المصنع قائلا: «عندنا كل الأصناف، التقليدي والجديد، الحمصية والسوداني القرص والعلف السمسم والسوداني، والملبن والجوزية والبسيمة والشكلمة والقشدة، والبدنقة، اللوزية والفسدقية وغيرها».

«الشرقاوي» يحكي مراحل صناعة حلاوة المولد

وقبل الموسم بحوالي 40 يوما، يبدأ عمال المصنع في صناعة «حلاوة المولد»، لبيعها (قطاعي وجملة) للمحال التجارية، ويحكي «الشرقاوى» مراحل تصنيعها المختلفة قائلا: «في الأول بنخلط السكر والعسل في الميه، ونحطه على النار، بعدها بنصب الخليط، وينزل على مكب، ونصنع منه حلاوة بيضا، بتتقص وتدخل على الحمص أو غيره من المكسرات وتتقلب فيه، بعدها تدخل ماكينة التقطيع وتخرج على هيئة قرص، وتتغلّف».

ورث «الشرقاوي» وأشقاؤه المهنة عن والدهم، الذي عمل بها منذ أن كان طالبا في المدرسة، وقتها ترك التعليم حبا في الحلوى، ومن بعدها أسس المصنع: «ننتج جميع أنواع الحلوى والجاتوه والحلويات الشرقية، طوال السنة، والنواشف في موسم مولد النبى»، مؤكدا أن المنتجات كسبت ثقة أهالي المنطقة، لجودتها ونظافتها.

الدخلاء على المهنة

يأسف «الشرقاوي» من انتشار الدخلاء على المهنة خلال موسم المولد النبوي، وإنتاج حلوى دون المستوى، بأسعار مخفضة: «يصنعها غير المتخصصين، بالاعتماد على مكسرات قديمة، وبالتالي يكون الطعم النهائي سيئا، وللأسف الزبون ينشغل بالسعر عن الجودة، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار قليلاً هذا العام، مقارنة بالعام الماضي: «الأسعار ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار الخامات، زي السوليفان، الكهرباء، الميه، الغاز» لكنه يؤكد أن سعر المنتج النهائي لا يمكن رفعه أكتر من 3 أو 4 جنيهات، و«بالتالي نقلل من مكسبنا، فالأسعار العام الماضي كانت بين 40 و50 جنيه، أما السنة دي زادت تقريبا 3 جنيهات».

ويصف «الشرقاوي» الموسم هذا العام بالسيئ، بسبب انخفاض الإقبال: «تداخل المواسم مع بعض أرهق الناس، اللي كان بياخد علبة 3 كيلو بقى ياخد كيلو، وناس مابتشتريش، في المواسم السابقة كنا بنشتغل حوالي 80 يوم، وفي آخر 10 أيام بنواصل لحد 2 الصبح، أما السنة دي وقفنا تصنيع إمبارح، قبل ما الموسم يخلص بأسبوع، اكتفينا بالموجود وخايفين مايتباعش».