| شروق تكرم والدها بعد إصابته بالسرطان بمعرض افتراضي: نفسي الناس تشوف لوحاته

كانت شروق شعلان، تنظر إلى أبيها في المستشفي خلال جلسات علاجه من مرض السرطان بحب وإشفاق، فقد كان اعتراضه الوحيد على تلك الجلسات ليس الألم الشديد الذي ينتج عنها، أو تكرارها ولكن أنها تمنعه عن ممارسة عشقه الذي كرس حياته من أجله وهو الرسم التشكيلي بالرغم من عدم إمكانية ظهور تلك اللوحات في معارض جماهيرية. 

تفكير شروق المطول في ضرورة تكريم والدها مدحت شعلان، ومساعدته على مواجهة مرضه هو إقامة معرض يضم لوحاته ولكنه بشكل افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف أن يرى لوحاته أكبر عدد من الأشخاص.

شروق: والدي عمره ما نسي حبه للفن التشكيلي رغم عمله

«والدي أصلا خريج كلية فنون جميلة، بعد التخرج اشتغل مخرج رسوم متحركة في التليفزيون المصري، مع مخرجين مشهورين زي فهمي عبدالحميد وغيرهم، ولكن بجانب شغله في مجال الرسوم المتحركة، عمره ما قدر ينسى شغفه في مجال الفن التشكيلى وكان من فترة للتانية يعمل معرض خاص للوحاته»، كلمات وصفت بها شروق، حب والدها للرسم الذي تأثرت به كثيرا هي وشقيقها ليقرر الاثنان اتباع خطى الأب والغوص في مجال الفنون، وساعدها تخرجها في كلية تربية فنية، وشقيقها في كلية الفنون الجميلة، على تنمية مهاراتهما.

تحاول شروق إخفاء ألمها بسبب إصابة والدها، بالحديث عن إنجازاته الفنية، فهو عمل في صناعة الأفلام المستقلة، وصنع أول فيلم رسوم متحركة مستقل باسم «الصياد والبحر»، كما أنه شارك بتصميماته الفنية في فوازير «فطوطة» للفنان سمير غانم وفوازير الفنانة «نيللي» و«شيريهان»: «والدي كان مدير إدارة الرسوم المتحركة في التليفزيون المصري قبل ما يطلع على المعاش، وبعد ما طلع مفكرش في لحظة أنه كان ماسك منصب بقى والكلام، بالعكس أحنا لاقيناه في البيت بسرعة أسس إتيليه لنفسه وبدأ يرسم لوحاته لدرجة أن عدد لوحاته وصل لـ300 لوحة».

بعد إصابة والد شروق بالسرطان، منذ 3 سنوات وبدء جلسات العلاج الكيماوي، انخفض نشاطه الفني بحسب كلامها، فقد كان يرسم اللوحة في أسبوع أو أقل، لكن الآن صار إنجاز لوحة يستغرق أسبوعين، وقد ظهر ذلك في حزن صار لا يفارق ملامحه: «يمكن مشاعري كبنت تخليني منحازة لوالدي، لكن فعلا مفيش حد زار الأتيليه وشاف لوحات بابا إلا واندهش أنه مش بيشارك بيها في معارض، وكان أقل حاجة أقدر من خلاله اكرم أعماله الفنية أن أخليها تظهر للنور».

اختيار «شروق»، معرض افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك كان مقصودا، فقد كانت ترغب في أن يرى فنه جميع الناس بلا استثناء سواء تلك اللوحات بورتريهات أو لوحات تجسد الطبيعة أو المرأة المصرية: «نفسي الناس تشوف شغله، وينبسطوا بيه ويقولوا عليه الله أيه الجمال ده، لأن والدي يستحق ده فعلا، وهي دي كلمة شكرا اللي يستحقها مني، واعتقد أن آبائنا حتة من الجنة ويستحقوا أننا نعمل علشانهم كل حاجة حلوة نرد بيها جميلهم علينا»