بات أكبر طالب جامعي في مصر، قطع رحلة شاقة مليئة بالصعوبات لتحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الهندسة، أفنى عمره في السعي بكل عزيمة وإصرار، لم يترك مهنة إلا عمل بها حتى يستطيع جني المال لإكمال دراسته، كان المخزن الموجود في مقر عمله الملجأ الوحيد ليذاكر دروسه، على الرغم من ذلك إلا إنه في النهاية استطاع تحقيق حلمه بعد سنوات من الانتظار.
في عام 1994 التحق شريف محمد صاحب الـ46 عاما، طالب هندسة، جامعة طنطا بالفرقة الأولى، بالثانوية العامة لأول مرة ولكنه لم يستطع النجاح وحصل على مجموع 49% بسبب الظروف السيئة التي مر بها في ذلك الوقت حسب ما رواه لـ «»، لم يستسلم عند هذا الحد والتحق مرة أخرى بالثانوية العامة، وكانت هذه نقطة تحول في حياة شريف «لما سقطت أول مرة أصحابي بعدوا عني، وبقوا يقولولي أنت فاشل مينفعش تبقي معانا، فقررت لازم أطلع الأول»، ونجح بالفعل وحقق المركز الأول على الفصل وحصل على مجموع 71%.
شريف وكلية التجارة
التحق «شريف» بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، ولكنه لم يظل بها سوى ترم واحد لعدم رغبته في هذا المجال، لذلك التحق بالثانوية العامة للمرة الثالثة وحقق مجموع 81% ودخل كلية الآثار لمدة يوم واحد «دخلت كلية الآثار وقابلت شخص من الاتحاد قالي لو مش شغفك متضيعش وقت فيها»، لذلك حوّل أوراقه إلى كلية تربية لغة عربية، واجتاز امتحان البلاغة بتقدير جيد جدا، ولكنه لم يكمل بها سوى ترم قائلا: «حسيت انها مش هدفي»، لذلك التحق بالثانوية العامة للمرة الرابعة وكانت الأخيرة، وحقق بها 92% وحصل علي المركز الأول بالمدرسة، وبذلك يكون أول وآخر طالب في مصر حصل على 3 شهادات ثانوية عامة معتمدة من الوزارة.
بسبب الظروف وكثرة المصاريف علية أراد أن يلتحق بوظيفة بإحدى الشركات السياحية وقُوبل بالرفض، وذلك بسبب تعليمه قائلا: «السكرتيرة قالتلي أنت عايزني أطلب منك شاي وقهوة وأنا دبلوم وأنت طالب اقتصاد»، وفي عام 2002 حصل شريف علي البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ولكنه لم يكتف من نهر العلم، لذلك قدم علي تمهيدي ماجستير في العلوم السياسية ودبلومة الحاسبات في معهد البحوث بالقاهرة في نفس الوقت، لكن القدر منعه من إكمال مسيرته بسبب وفاة شقيقه وعودته إلى مسقط رأسه بالإسكندرية، وبسبب حلمه وحبه الشديد في الالتحاق بكلية الهندسة كان يتجول حول سور الكلية لمدة 25 عاما، «كنت كل اما أشوف كلية الهندسة أعيط وأطلب من الأمن إني أدخل أتصور وأطلع بيرفضوا».
دراسات عليا في الأكاديمية البحرية
وفي أحد الأيام اقترح عليه أحد أصدقائه عمل دراسات عليا في حاسبات «البريطانية في الأكاديمة البحرية» وحقق نجاح باهرا بها، ودرس لمدة عامين بمعهد الأكاديمية وحصل على HND ودبلومة الميكاترونيكس بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف والأول علي دفعته بـ 99.75%، والتحق بكلية الهندسة جامعة طنطا لدراسة حلمه منذ البداية وهو الميكاترونيكس.