| «شعبان» بائع حلوى تركه ابنه واحتضنه الرصيف في البرد القارس: «ضنايا سابني ومشي»

اتخذ من الشارع بيتًا له على رصيف تضرب به برودة الجو، إذ يجلس شعبان وافي، 54 عامًا، وأمامه بعض أنواع الحلوى يبيعها ويأكل منها عندما يقرصه الجوع، وعندما يأتي الليل ينام بعبائته كالقرفصاء على بطانية مهلهلة مليئة بالأتربة، منتظرًا رحمة ربه في هذا الجو الذي يختبئ منه البشر في منازلهم.

 فكر «شعبان» بأن مغادرته لبلده في أسيوط والبحث عن العمل في مكان آخر سيكون أفضل، وجاء إلى الجيزة ولكنه لم يعلم أنه ترك ظروفًا سيئة ليأتي إلى الأسوأ منها، فلم يمتلك النقود لتأجير غرفة صغيرة، فاتخذ من الشارع ملجأ له في جو شديد البرودة ينهش في جسده، فلا يمتلك سوى بطانية يطويها وينام عليها: «أنا عايش في الشارع مش معايا فلوس أسكن في أي حتة».

«شعبان» يبيع الحلوى بجنيه

لم يوفق «شعبان» في إيجاد أي عمل، فاشترى بعض الحلوى مثل الفولية والحمصية والسودانية، ووضعها في مستطيل خشبي وجلس على أحد أرصفة فيصل يبيع الواحدة بجنيه، وفي نفس الوقت تصبح طعامًا له عندما يقرصه الجوع، وعندما يأتي الليل وتشتد برودة الجو ويقل المارة بالشوارع، ينام في مكانه ويضم يديه حتى تعطيه شيئًا من الدفء، تحت سماء يتضارب فيها البرق والرعد.

«شعبان» يتخذ من الشارع ملجأ له

عامان من البرودة والحر الشديد قضاهما «شعبان» على الرصيف، فعندما كان في أسيوط كان يعمل في الخرسانة، ولكن بسبب قلة المكسب الذي أصبح شبه منعدم، مما منعه من توفير أقل احتياجاته فتركها واتجه لبيع الحلوى، حتى يستطيع من توفير أدنى شيء للإنفاق على أسرته التي تنتظره كل ثلاثة أشهر بفارغ الصبر: «ببيع الحلاوة وأجيب مصاريفها».

جحود ابن «شعبان» وقسوته عليه

لم يحصل «شعبان» على أي معاش لعدم بلوغه سن الـ60 عامًا، ولديه 3 أبناء: «عندي بنتين واحدة اتجوزت والتانية لسه، وولد متجوز من أربع سنين وسابني ومشي ومعرفشي هو عايش فين، بيجي مرة كل 3 شهور ويمشي ومبيدنيش حاجة، أنا دلوقتي عايز أبيع الحاجات دي عشان أكمل المواصلات وأرجع أسيوط أقعد شوية وأجي تاني».