بمجرد ما تطأ قدماك المكان تشعر وكأنك في حقبة زمنية مختلفة، مكتبة مليئة بالكتب النادرة وأخرى حديثة في كافة التخصصات، الشرفة مصممة بالخشب المعشق، رائحة الزمن الجميل تنتشر في المكان فتشعر وكأنك عدت إلى الماضي، مشاعر متنوعة حرصت «ندى» و«شيماء» على إيصالها لزوار «تكية مسافر»، إذ جمعهما حب التاريخ والآثار لتصبح تلك التكية منبرًا للتراث المصري القديم.
«تكية مسافر» عمرها 177 عامًا
داخل الشارع المطل على مسجد السلطان حسن منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، توجد عمارة أثرية قديمة عمرها 177 عامًا، سرعان ما لفتت انتباه ندى زين الدين الحاصلة على دكتوراه من جامعة كيوتو اليابانية في تخصص التغيرات البيئية الأثرية، لتخبر صديقتها ويؤسسسا معًا تكية ذات طابع خاص: «التكية كانت شقة مقفولة لأكتر من 19 سنة، وكانت حالتها صعبة جدا، اتكلمت مع صاحبتي شيماء نادر وشريكتي في المشروع، وبدأنا أعمال الترميم».
«الشقة أخدت مننا شغل ترميم كبير جدًا، لأن الشقق القديمة عمومًا زي الكائن الحي، لازم يكون فيها الروح على طول».. تروي «ندى» أنها استعانت بالكثير من العمال لترميم شروخ الحيطان والسقف بالإضافة إلى صيانة الشبابيك: «الشقة مبنية جوه أول عمارة خرسانية اتنبت على الشكل التراثي القديم، السقف العالي، البلكونات اللي واخده شكل الخشب المعشق»، بحسب حديث الفتاة العشرينية لـ«».
«التكية» تحتوي على كتب نادرة ومنتجات يدوية
سجلت «ندى» وصديقتها لافتة التكية باسم «تراث معماري مميز» وتلك اللافتة يجرى الحصول عليها من مكتب التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، وتعني أن ذلك المبنى من الآثار ويمنع وضع تكييف في الخارج، تغيير الوالدهانات وعدم تناسقها مع الواجهة العامة، عدم هدم العقار: «التكية عبارة عن 4 غرف وقاعة رئيسية، الأولى والتانية والأخيرة دول بنأجرهم بنظام (co-worker space)، ومتاح فيها إقامة محاضرات المذاكرة، شغل، ورش العمل، الغرقة التالتة دي للمبيعات، وهي عبارة عن إننا بنجيب منتجات من كل مكان في مصر سواء فوه، سيوة، سانت كاترين، وكمان منتجات ورش العمل اللي بتبقى جوه التكية بنعرضها للناس».
تضم القاعة الرئيسية مكتبة تزخر بالكتب النادرة التي تبرع بها الأشخاص، بالإضافة إلى أن التكية يجرى تنظيم داخلها حفلات توقيع الكتب، ويترك مؤلفو الكتاب نسخا مجانية للعرض على الزوار: «بيجانا أجانب وعرب كتير، والتكية بتاعتنا عبارة عن مركز ثقافي تاريخي بيحافظ على الهوية المصرية».