ليلة القدر تتمتع بمكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، إذ فضلها في كتابه الكريم عن ألف شهر، وهي إحدى الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، ولم يقتصر الشرع على حصرها فيها فقط، بل أخبر ببعض العلامات التي تميزها عن غيرها من الليالي، رغبة في استباق الخير فيها، والتزود للآخرة، ومن هذه العلامات شكل القمر في ليلة القدر، لذا نوضح لكم أبرز ما ورد في هذا الشأن من أحاديث صحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شكل القمر في ليلة القدر
عن شكل القمر في ليلة القدر، فقد ورد أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن أمارة ليلة القدر، أنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح»، ومن ذلك ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمر وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ». رواه مسلم برقم: (1170).
وهذا الحديث يوضح شكل القمر في ليلة القدر، إذ قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر، والمراد بشق الجفنة النصف والجفنة يراد بها الصحن المستدير أو الصحفة والقمر كأنه شق جفنة، كما ورد في الحديث، وإن كان كل يوم يصغر الشق بصورة أصغر عن الأيام التي قبله.
من علامات ليلة القدر
بغض النظر عن شكل القمر في ليلة القدر، هناك علامات أخرى تميز هذه الليلة المباركة، منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «هِي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا»، أخرجه ابن حبان، ومعنى طَلْقَة: أي طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد.