| شنطة وهدوم جديدة من «ميس سمرة» لكل طالب محتاج: عشان نفسيتهم

تغذي عقولهم وتهتم بأحوالهم الشخصية، مُربية أجيال كما يقول الكتاب، صوتها النصوح بنبرة هادئة وملامح وجهها البشوش أسرت قلوب أجيال صغيرة، زوّدتهم بالعلم وكانت مثالا يستلهمون منه قيم أبرزها حسن المعاملة، شاركوها خيالاتهم وطموحاتهم الصغيرة، وباتت معلمًة بدرجة أم حنون، وصديقة وفيّة لأطفال في العقد الأول من العمر وداعمهم الأول في أوقات النجاح.

علاقة صداقة مع الطلاب

في واحدٍ من بيوت محافظة الشرقية نشأت مديرة مدرسة الشهيد حمدي الابتدائية بالجديدة مركز منيا القمح، «سمرة علي السيد»، عهدها الجميع جيرانًا وأصدقاءً بوجهها البشوش وحسن المعاملة، قدست مهنة المُعلم وتفهمت معانيها جيدا فأحبها طلابها، وامتدت أواصر علاقتها بهم حتى بعد نجاحهم وتخرجهم، لأنها أدركت أن المدرسة ليست كيانا للتعليم فقط بل للتربية الأخلاقية والنفسية.

«كنا الأول بنهتم إزاي نطلع طالب بيقرا ويكتب كويس بقينا نبص للجانب النفسي كمان خصوصا للطلاب غير المقتدرين ماديا، مينفعش طالب يحس إن في حد أحسن منه» هكذا قالت مدير المدرسة في بداية حديثها لـ«» عن الطفرة التي أحدثتها بالمدرسة التي تولت إدارتها في عام 2014 وذلك بالاتفاق مع الأخصائيين الاجتماعيين بالمدرسة.

زي مدرسي وشنطة جديدة لكل طالب غير مقتدر

وضعت نفسها في موضع طفل صغير لم يدرك من الدنيا شيء، أحدهم يتيما والآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة من أسرة غير مقتدرة ماديا، يشتهون ملابس جديدة وأدوات مدرسية تكفيهم كباقي أصدقائهم، فعزمت النية على ألا تترك في المدرسة طالبا محروما، «بدأنا نعمل حصر لذوي الاحتياجات والأيتام ونوفر أدوات مكتبية والشنطة المدرسية والزي المدرسي باسم كل طالب محتاج» في خطوة أحدثت فارقا كبيرا بين الطلاب، وتجلت أثارها في حب الطلاب للمدرسة والاهتمام بالعلم وبالأنشطة، «مفيش طالب بقى يبص لزميله ونفسيتهم مرتاحة»، بحسب تعبيرها.

أحواض زرع بفناء المدرسة

بناء شخصية الطلاب وتحسين حالتهم النفسية ليست المهمة الوحيدة التي أخذتها «ميس سمرة» على عاتقها، بل اهتمت بالناحية الجمالية بعد إجراء صيانة شاملة للمدرسة بمنحة بعد حصولها على الجودة، بمجرد الدخول إلى فناء المدرسة تجذب أعين الزائر أحواض الزرع الملونة «عملنا إعادة تدوير للكاوتش بتاع أطارات السيارات وتم دهانه بمميزة وغرسنا فيه زرع عشان المنظر الجمالي للمكان».

سبورة ذكية وانترنت لكل فصل

الفصول بالداخل أيضا نالت قدرا كبيرا من التطور الذي أحدثته «ميس سمرة» في المدرسة، في كل فصل سبورة ذكية ومتصل بشبكة إنترنت لدخول الطلاب على بنك المعرفة والبحث عبر شبكة الإنترنت، «عاملين جروبات خاصة بأولياء الأمور للتواصل معاهم، ووقت أزمة كورونا الطلاب كانوا بيقدروا يدخلوا على المنصات التعليمية بكل سهولة» فتجاوزوا الأزمة بسلام دون تعقيد، بحسب رواية مديرة المدرسة.