سورة الكهف علامة مميزة وركن أساسي في يوم الجمعة والتي يستحب قراءة هذه السورة العظيمة فيها كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، فهي من السنن المستحبة في هذ اليوم العظيم الذي قال عنه المصطفى: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها».
وتضم سورة الكهف العديد من القصص والعبر التي أوردها الله عز وجل لعباده للتفكر والتأمل في حكمة صنع الله وقدره، ومن أبرز تلك العبر قصة سيدنا الخضر عليه السلام، الذي التقى نبي الله موسى على أرض مصر، ليعلمه بعضا مما أنعم الله عليه من الحكمة والإيمان وعجائب صنع الله.
نبي أو من أولياء الله
واختلفت الأقاويل حول هوية سيدنا الخضر فهناك من قال إنه ولي من أولياء الله ولكن القول الراجح أنه من أنبياء الله، بأدلة مستقاة من آيات سورة الكهف، فقد عرف بعضا من أمور الغيب أفاض الله به عليه ليبين للناس عظمة وحكمة قدر الله عز وجل، إذ استدل بعضهم بقوله تعالى: «وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا» الآية (82) سورة الكهف.
حي يرزق ودلالة على استمرارية صراع الخير والشر
ولكن ثمة أمور لا يعرفها الكثيرون عن الخضر عليه السلام، وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، في لقاء تلفزيوني سابق، إن حياة الخضر في الحقيقة محل خلاف، فهناك من قال إنه حي يرزق وأن حياته من أنواع جدلية الخير والشر وذلك هو القول الأرجح بين جمهور العلماء، فكما أن الدجال يعيش فإن الخضر يعيش، وكما أن إبليس مخلد وهو من سلالة الجن كذلك الخضر مخلد وهو من بني آدم، فأحياء الشر موجودين وأحياء الخير موجودين أيضًا وإن كانوا غير مرئيين.
ولفت مفتي الجمهورية السابق، إلى أن الكثير من العلماء والأولياء أجزموا بحياة الخضر وأنه يعيش بيننا، ويتشكل إذا ظهر لأحد، والأغرب من ذلك أنهم قالوا إن هناك جزءا في جسده لا يتغير، وهو منطقة العينين، موضحا: «ذكر بعض مشايخنا أنه رآه 3 مرات بشكل مختلف والثابت هو العينين، فعينيه ذات بصمة واحدة».
وأكمل: «لا أستطيع أن أنكر ما قالوه، فلم أكن موجودا ولا شاهدت شيئا بعيني، ولكن هذا احتمال ولا يوجد داع لتكذيبه بزعم الخرافة، فلا يوجد دليل لإنكاره أيضا».