الشهامة والمروءة، كل منا يعرف هاتان الصفتان جيداً، ولكننا قد لا نعرف عن معانيهما الكثيرة سوى أنهما رمزان للجدعنة والنخوة مع الآخرين بالمعنى الشعبي الشائع، خاصة في الصعيد وبلاد الجنوب.
رمضان طه أمين وشهرته رمضان سيد البالغ من العمر 35 عامًا من قرية الكلاحين التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، فتح بيته وبيوت أقاربه لشخص لاحظ أنه يمكث أمام مسجد عند محطة دراو لمدة تزيد عن 21 يومًا: «خدت بالي منه أنا وولاد أعمامي وحسينا إنه غريب مش من بلدنا، قلنا نعزمه يقعد معانا وعملنا أكلة شعبية بسيطة وقعدنا كلنا مع بعض».
وأضاف الشاب الثلاثيني لـ «» أن الشخص الغريب عن بلدهم يدعى سعد محمد سعد من محافظة القليوبية، «كان بيفطر كل يوم عند واحد قريبنا عنده عربية فول وطعمية، كان بيتمشاله مسافة حوالي 2 كيلو على رجله».
ادعاء الولد الشريد أنه لا يتكلم
وأشار رمضان سيد إلى أنه عند جلوس سعد معه ومع أقاربه كان يدعي بأنه لا يستطيع الكلام، «في البداية كان قاعد معانا وعامل أخرس، وبالصدفة راجل غريب معدي قالنا سلام عليكم، لقيناه بيرد السلام، وقولناله إيه إنت بتتكلم؟!»، مضيفًا أن سعد شرح لهم حالته وأنه ترك بلده القليوبية، وجاء لأسوان نظرًا لسوء معاملة أهله وذويه له.
وتابع رمضان أنهم أخذوا الولد الشريد معهم لكي يصلى العصر والمغرب، «بعد الصلاة قلت أنا لازم أساعده عشان يرجع لأهله، قمت صورته فيديو ونزلته على فيسبوك وشرحنا حالته، ولقيت أهله بيتواصلوا معايا وبيقولولي إحنا قرايب سعد وعاوزينه يرجعلنا».
مساعدة أهل أسوان لعودة ابن القليوبية
وكشف عن تجميع مبلغ مالي هو وأولاد عمه ومعارفهم من بلدتهم دراو، وحجزوا له تذكرة قطار، «ركبته القطر وتوكل على الله سافر لأهله وبتواصل مع أهله عشان أطمن عليه وأشوف أحواله».