| شهامة «عماد» تعيد طفلة لأسرتها في منتصف الليل: «بعمل الخير ومش مستني شكر»

تجلس طفلة منزوية في ركن هاديء، وترتدي شالاً على رأسها، تبكي بحرقة ويدوي صوت صراخها المكان، لينتبه لها أحد الأشخاص، الذي عرف بفقدانها والدتها أثناء التسوق، ومن هنا قرر الشاب «عماد»، خوض رحلة من البحث استمرت نحو ساعة ونصف من أجل إعادة الطفلة لأسرتها.

يحكي عماد رفعت، أحد سائقي خط طنطا دمنهور، في تصريحات خاصة لـ«»، عن عثوره أثناء عمله في موقف السيارات على طفلة تائهة، تدعى «ليالي» في الساعة 11 مساء يوم الاثنين الماضي، إذ لفت انتباهه صوت بكائها العالي، ليذهب إليها، وبسؤالها، أخبرته أنها فقدت والدتها، قائلًا: «أنا بشتغل سواق من الصبح لحد آخر الليل، وفي الوقت ده كنت رايح بالركاب من طنطا لدمنهور، لقيت طفلة قاعدة على جمب، حاطة على رأسها شال وبتعيط جامد، قولتلها في إيه؟ قالتلي عايزة أروح لماما».

«عماد» يجمع معلومات عن الطفلة

تحدث «عماد» إلى الطفلة التائهة، لتخبره باسمها «ليالي»، تقطن في منطقة الدحديرة بمحافظة الغربية، وتعيش مع والدتها بعد وفاة والدها، وفقدتها أثناء التسوق، لتبحث عنها في كل مكان ولم تجدها، ليقرر السائق نشر هذه المعلومات وإرفاق صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لعل ذلك يساعد في عودة الطفلة لأهلها، وفقًا له: «قولت أنشر عنها يمكن أهلها يشوفوا البوست ويعرفوا مكانها».

اتصل أحد الأشخاص مع السائق، من منطقة الدحديرة التي تعيش بها الطفلة، لتعود «ليالي» بعد ساعة ونصف، من فقدانها والدتها، أي في الساعة 12.30 بعد منتصف الليل: «في شخص كلمني وقالي نتقابل عشان أسلم الطفلة لأسرتها، أخدها مني وصلها البيت، وطبعاً اتأكدت من كلامه، وقالي لما روحت لوالدتها لقيتها قاعدة في البيت عادي خالص، مش خايفة على بنتها اللي ضاعت منها».

تواصل أهل والد الطفلة مع «عماد» لشكره، وعرف منهم أن «ليالي» ليست يتيمة الأب كما ادعت، بل انفصل والدها عن والدتها، بحسب السائق: «أنا الحمد لله بعمل الخير ومش مستني شكر من حد».