| «شيماء» تصنع الستائر بماكينة والدتها لتعلم أبنائها: «رسالتي وهكملها»

كانت «شيماء»، مثل غالبية الأمهات، دورها يقتصر على المحاولة بشتى الطرق وبكل قدراتها وجهدها، أن تعطي الاهتمام الكافي لكل أفراد أسرتها بداية من زوجها ومن قبله أبنائها، على أمل أن يعيشوا جميعا حياة أسرية مستقرة، تساعد على تربية أبنائها بالشكل السليم، وتصنع منهم رجالا ونساء نافعين لأنفسهم وأهلهم وبلدهم.

استمرت «شيماء»، على هذا المنوال لأكثر من 17 عاما، قبل أن تجد نفسها أما منفصلة وتحمل في رقبتها مسؤولية ولدين وفتاة، بعدما أصبحت المسؤولة الأولى عن تربيتهم ورعايتهم وتوفير كل احتياجاتهم، فكان لزاما عليها أن تبدأ في الجمع بين دوري الأب والأم في حياة أبنائها.

وأمام رغبتها الكبيرة في القيام بهذين الدورين على أكمل وجه، وحتى لا يكون انفصالها عن والد أبنائها، سببا في حرمانهم من الرعاية التي يستحقونها، لجأت إلى ماكينة الخياطة الخاصة بوالدتها، وبدأت في العمل كصانعة ومنفذة ستائر، دون خوف أو تردد، لتصبح في ظرف شهور قليلة واحدة من أفضل صانعي الستائر بمحافظة البحيرة، حسبما تحكي «شيماء»، في حديثها مع «».

شيماء محمد الخلفي، حاصلة على دبلوم صنايع قسم ملابس جاهزة، وأم منفصلة لولدين وفتاة، الأكبر يدرس بالجامعة والفتاة بالصف الثاني الثانوي، والولد الأصغر بالصف الثاني الإعدادي، تعيش بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وتعمل منذ حوالي 4 سنوات كصانعة ومنفذة ستائر من أجل الإنفاق على أولادها ورعايتهم وتوفير كل احتياجاتهم.

وتقول «شيماء»، إن كل شخص يحمل بداخله هواية أو موهبة ما، لكنه يحتاج إلى من يدعمه ويشجعه حتى ينمي تلك الموهبة، أو أن تجبره الظروف الصعبة على الاهتمام بها، موضحة أن هذا ما حدث في حالتها: «كنت متجوزة، بس المشاكل كانت كتيرة بيني وبين جوزي، لحد ما انفصلنا بعد جواز استمر 17 سنة».

أول مرة ستاير

وبعد الانفصال عن زوجها، وجدت أم الولدين والفتاة، نفسها أمام اختبار صعب، عليها الاختيار فيه بين خيارين، إما الاجتهاد والسعي لتوفير حياة كريمة لأبنائها، أو تركهم أمام مصير مجهول الملامح، وبدون تردد لجأت إلى الخيار الأول: «كان لازم اشتغل، واصرف على ولادي وتعليمهم، وكنت أصلا جددت ستايري بنفسي بعد جوازي وكل اللي شافها عجبته، فجبت ماكنة الخياطة بتاع أمي، وقعدت أجرب عليها واحدة واحدة، لحد ما اتعلمت لوحدي اعمل ستاير بطريقة احترافية أزاي، من غير لا ورش ولا دورات ولا كورسات».

4 سنوات من العمل

وبعد أن عقدت الأم نيتها على هذا الأمر، كان في انتظارها دعم وتشجيع كبير من قبل والداها وشقيقاتها وأبنائها، واللواء يسري مرعي زوج خالتها، وكرم فيالة زوج إحدى شقيقاتها، وفق ما ترويه صانعة الستائر: «الناس دي دايما في ضهري وبتدعمني وسانداني وحقهم عليا أشكرهم دايما».

«شيماء»: «نفسي ولادي ميحتاجوش حد»

وتقوم «شيماء»، بكل الأدوار في صناعتها للستائر، موضحة: «أنا اللي بشتري القماش، وأنا اللي بخيط وبصمم وبنفذ، وحتى التركيب أوقات كتير بقوم بيه، وبصراحة كمان باستغل ابني الكبير أنه يساعدني في عمليات التركيب»، كاشفة أنها منذ بدأت مشوراها مع هذه الصنعة، والله سبحانه وتعاليى ينعم عليها بنجاحات كبيرة، ولهذا تطمع في نجاح أكبر، مصرحة في نهاية حديثها مع «»: «نفسي شغلي يتعرف أكتر ويوصل لكل مكان في مصر، ومن قبل كل ده نفسي ولادي ميحتاجوش لحد، وأربيهم أحسن تربية، وأعلمهم أحسن تعليم».