| «شيماء» تصنع قطع حلي من أوبريت الليلة الكبيرة: نفسي تراثنا يوصل للعالم

دراسة الفن والتاريخ في كلية الفنون كانت سبب حب الحضارة المصرية القديمة والتعلق بها، وهو أيضًا ما دفع صاحبة الـ25 عامًا في إنشاء براند يحافظ على الهوية والتراث، من خلال مزج التصميمات الحديثة مع ملامح تراثية من الفنون الشعبية مثل الفن الشعبي المصري والنوبي والفرعوني والفارسي والإسلامي والقبطي.

شيماء تهدف إلى إحياء التراث القديم

شيماء رفعت، تخرجت في كلية التربية النوعية قسم الفنون عام 2020، ومنذ عامها الأول بالجامعة حاولت بشتى الطرق أن تسلك طريقها في الأعمال اليدوية على النحاس والمعادن والجلود، إلا أنّ الدراسة كانت حائلًا بينها وبين بداية المشروع: «ساعتها قررت إنّي هذاكر اللي بحبه لحد ما أتخرج وأجمع تصاميم وأفكار».

عكفت الفتاة العشرينية بعد التخرج على الدراسة والتجربة، فـ راحت إلى منطقة الجمالية والنحاسين والصاغة بشكل يومي لتتعلم أصول المهنة، تقول «شيماء» لـ«»: «مسبتش فيها مكان غير لما أعرف كل خطوة بتتعمل إزاي النحاس والفضة والدهب، لحد ما اتعلمت كل حاجة، وبدأت أصمم وأعمل أول كوليكشن وأول سيشن تصوير».

الهدف الرئيسي وراء إنشاء البراند، كان إحياء التراث القديم سواء العربي أو الفارسي أو الإسلامي أو الفرعوني من خلال الحلي وقطع الزينة، كما تحرص الفتاة العشرينية أن تكون القطعة المختارة تحكي قصة عن التراث القديم: «لازم القصص كلها تكون قديمة عشان نحييها من أول وجديد وبشكل عصري ينفع يتلبس دلوقتي».

ومن بين أبرز القطع التي خرجت من أنامل «شيماء»، الأساور التي صممتها من النحاس المطلي بالدهب يحكي أشهر أوبريت غنائي عرفه مسرح العرائس المصري والذي كتبه صلاح چاهين: «أنا بحب صلاح چاهين جدًا وبحب أوبريت الليلة الكبيرة وكمان مولد النبي كان من قريب فحبينا نعمل حاجة ليها علاقة بالاحتفالات».

كوليكشن أوبريت «الليلة الكبيرة» كان يضم مجموعة من الحلي على شكل عروسة المولد والحصان وأسورة الأوبريت والسلسلة شخصية الراقصة، وبعض التصميمات التي تحكي عن شكل المولد والناس والحكايات المختلفة بأحداثها.

«شيماء» تحلم أن يصل تراثنا إلى العالمية

لم يكن هذا الـ«كوليكشن» هو الأول من نوعه في إحياء التراث القديم، إذ صممت «شيماء» بعض القطع التي تحكي عن التراث الفرعوني مثل مفتاح الحياة والنسر والقلادة الذهبية التي ارتبطت قديمًا بالانتصارات في الحروب، فضلًا عن قطع مستوحاة من الخط العربي والزخارف الإسلامية.

وتحلم شيماء رفعت من خلال تصميماتها أن تنشر التراث والهوية المصرية القديمة وتصديرها إلى دول العالم: «العالم كله دلوقتي متجّه للفكر الأوروبي وكمان اللغة بدأت تندثر، عشان كدا نفسي الناس تعرف إنّ هويتنا قوية ولسة موجودة».