سيدة أربعينية تستقل دراجة هوائية تتحرك بها بخفة وسرعة بالغة، حقيبة بها وجبات طعام، تنقل هذه الوجبات من إحدى المناطق في مدينة طنطا محافظة الغربية إلى مناطق أخرى على بعد الكيلو مترات داخل المدينة، متحدية العادات والتقاليد الشرقية في أن تستقل فتاة دراجة، تتغلب على آلامها الخاصة، مقابل عشرات الجنيهات التي تجنيها وتكفل بها أسرتها.
الظروف التي أجبرت «شيماء» على العمل
شيماء إبراهيم سيدة أربعينية، من مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حاصلة على بكالوريوس تجارة، كانت تهوي ركوب الدرجات منذ نعومة أظافرها وهي ابنة 8 أعوام، لكن حرمتها أسرتها من ركوب الدراجات، اتباعا للعادات والتقاليد وهي في عمر 12 عاما، تعرفت على أحد الشباب الإندونيسيين الذي يدرس في مصر وتزوجت منه، ولكن بعد الزواج بعدة سنوات تورط زوجها في وساطة بين مجموعة من المحتالين في جمع مبالغ مالية من الأهالي في طنطا، الأمر الذي دفعه للعودة إلى بلده بعد قضاء فترة السجن.
زوج شيماء يتركها ويعود إلى إندونيسيا
بعد عودة زوج «شيماء» إلى إندونيسيا للبحث على فرصة عمل، لم يعد إلى مصر لعدة سنوات، حتى اكتشفت زوجته أنه متزوج من أخرى في بلده، وأنجب منها 6 أبناء، «جوزي سابني ومشي على أساس هيشتغل هناك لحد ما عرفت أنه متجوز وعنده 6 عيال» في هذه الفترة كانت تكافح من أجل أبنائها والعمل في عدة مجالات، فقد عملت في العديد من المكتبات، وعيادات الأطباء الخاصة، ومحلات العصافير والقطط، وتوصيل الطلبات ولكن سيرًا على الأقدام.
السبب وراء عمل شيماء في المساء
بعد إصابة «شيماء» بمرض «أكزيما الجلدي»، الذي يمنعها من العمل في ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس، بدأت شيماء في البحث عن فرصة عمل، بشرط أن يكون العمل في الفترة المسائية، بعد أيام من البحث صادفها إعلان لشركة خاصة تعمل في مجال توصيل الطلبات، ولكن بشرط امتلاك «الكابتن» وسيلة نقل تعاونه في توصيل الطلبات، وهنا قرر أن تستعيد هواية الطفولة، من أجل أن تتمكن من الإنفاق على أبنائها الثلاثة وتوفير مصروفاتهم الدراسية.
يوم «شيماء» من حيث ينتهي الآخرون
انتهاء يوم «شيماء» من حيث يبدأ الجميع، فهي تعود إلى المنزل في تمام الساعة الرابعة فجرًا، وبعد يوم عمل شاق تتناول الطعام وتذهب للنوم، الذي يتعارض مع متطلبات ابنها، يلجأ إلى إيقاظها لعدة مرات من أجل طلباتهم، بعد ساعات من النوم المتقطع، تستيقظ لإعداد الطعام لأبنائها قبل عودتهم من المدارس والجامعة، وبعد غروب شمس النهار تبدأ في تحضير نفسها، من أجل النزول إلى الشارع وبداية يومها العملي، الأمر الذي يزعج أبناءها فقد حرموا من وجودها بينهم «ولادي بيقولوا ملناش لا أب ولا أم».
شيماء تطالب بشقة ووظيفة تساعدها
في نهاية حديثها مع «» تناشد «شيماء» محافظ الغربية أن يوفر لها شقة سكنية لها وأبنائها، فمنزل والدها لم يعد يسع أبناءها، كما تتمنى أن تجد فرصة عمل تمكنها من تلبية طلبات أبنائها، وفي نفس الوقت تتمكن من قضاء بعض الوقت مع أبنائها لكي تعوضهم حرمان منها، وخاصة بعد غياب والدهم عنهم «محتاجة أشوف الولاد بيوحشوني وأنا عايشة معاهم في نفس البيت».