الطالبة شيماء سعد
مقصان خشبيان تعلوهما خشبة أخرى مستطيلة، رصت عليها «شيماء سعد» أصنافًا مختلفة من الطعام، وراحت تقف في إحدى المناطق الشعبية في إمبابة بالجيزة تبيع الساندوتشات للمارة، لتبدأ حلمها ومشروعها الخاص الذي لا طالما راودها منذ الطفولة.
«شيماء»، تبلغ من العمر 21 عامًا، تدرس في السنة الرابعة بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، تخبّطت في سوق العمل منذ 9 أعوام، بين المصانع ومحلات الملابس وغيرها، حتى قررت أن يكون لها مشروع خاص.
تقول الفتاة العشرينية: «قبل ما أبدأ المشروع كنت عاملة حسابي إني هاخد كورسات وأشتغل في شركة، بس قررت إني مش عايزة أشتغل عند حد، وهعمل مشروع لنفسي».
«شيماء» تعمل في الشارع 10 ساعات
«من زمان وأنا نفسي أعمل حاجة لنفسي».. جملة عبّرت بها صاحبة الـ21 عامًا عن حلمها الذي أصبح الآن حقيقة بين يديها، إذ كانت نظرات التعالي التي واجهتها من أصحاب العمل في السنوات الماضية دافعًا لأن تقف يوميًا من الساعة الثانية عشر ظهرًا حتى العاشرة مساءً، بحثًا عن الرزق: «أنا الأول كنت بفرش على كرتونة، وبعدين فرشت على خشبة صغيرة، وبعدها جبت خشبة كبيرة، وكان نفسي أفتح سوبر ماركت بس كنت محتاجة مبلغ كبير».
فكرة بيع المأكولات في الشارع خطرت ببال «شيماء»، بعد مقطع فيديو شاهدته لأحد الـ«فوود بلوجر» أثناء إجراء لقاء مع إحدى السيدات التي تبيع الساندوتشات في ميدان الجيزة: «وقتها اتحمست، وبدأت أسأل وأتكلم مع الناس عشان أعرف إزاي أقف، وأخلي ليا مكان في الشارع من غير ما حد يضايقني».
أطلقت الفتاة العشرينية على مشروعها اسم «الفيلسوفة» نسبةً إلى القسم الذي تدرس به داخل الكلية: «اخترت الاسم ده عشان أنا في قسم فلسفة، وحسيت أنه هيشد أكتر، وفعلًا لما الناس بتسمعه بيعجبهم».
تشرف «شيماء»، على بيع الساندوتشات بمفردها دون مساعدة أحد: «أنا عندي أختين بنات 28 و26 سنة، وأنا أصغر واحدة فيهم، وهم شغالين في شركات وبيرجعوا تعبانين من شغلهم، الله يكون في عونهم».
تتنوع الساندوتشات التي تقدمها الطالبة العشرينية بين الجبن الرومي والبيضاء والجبنة القديمة والمربى والعسل والقشطة وغيرها، بعدما استطاعت شراء الخامات المستخدمة في عملها من مالها الشخصي: «كنت محوشة فلوس من الشغل الأولاني، وجبت كل حاجة لنفسي».
«شيماء» تحلم بمحل مأكولات
15 رغيفا باعتها «شيماء» طيلة النهار في أول يوم عمل لها منذ 3 أسابيع، إلا أنّها بدأت في طباعة «منيو» يحمل اسم المشروع ويتضمن الساندوتشات التي توفرها للزبائن بأسعارها، ووزعّتها على المحلات المجاورة وهو ما ساعدها على اجتذاب الزبائن: «واقفة في مكان جنب موقف عربيات ومدارس، وده بيخلي البيع يبقى أحسن».
انتاب القلق أسرة «شيماء»، بشأن مشروعها في البداية إلا أنّهم لم يعارضوا تنفيذها، تقول صاحبة الـ21 عامًا: «أهلي كانو خايفين إني ممكن أتعرض لحاجات تضايقني، بس أنا بقالي 9 سنين شغالة ومريت بحاجات كتير، وكنت بقابل ناس تعدي عليا وتضحك، وناس بتقولي.. جدعة».
وتطمح «شيماء»، أن تحول «فرشة» الطعام إلى محل لبيع المأكولات: «أنا كل شوية بدخل أصناف جديدة للمنيو، ونفسي الخطوة الجديدة تبقى عربية، وبعدين أفتح محل».