| صاحب أقدم محل ورد بالمحلة: كان بـ«5 صاغ».. والإقبال ضعيف

رسائل الورد لا تنتهى، فهو «رسول العشاق، سفير المشتاق» بشهادة المطربة أسمهان، و«لكل لون معنى ومغنى» فى رأى الراحل محمد فوزى، و«إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب» كما غنت كوكب الشرق.

فطن محمد الصائغ لمعانى الورد البليغة ولغته الراقية منذ سنوات عديدة، فتمسك به وعاش فى كنفه، يبيعه ويتغزل فيه، وينصح الآخرين بالتعبير عن مشاعرهم من خلاله، متخذاً من محله واحة للراحة والسلام.

فى عام 1985 افتتح المحل الأول من نوعه فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وهو طالب جامعى يدرس اللغة العربية، لم يخطط للمكسب المادى مطلقاً، إنما كان ذلك تلبيةً فقط لشغفه.

«وقتها الأهل والجيران اتعجبوا من نشاط المحل، خاصة أن المشروعات المنتشرة كانت تتعلق بالغذاء، والنظر للورد كان باعتباره سلعة ترفيهية»، يقولها «محمد» الذى شهد إقبالاً محدوداً من الزبائن طيلة الـ5 سنوات الأولى من افتتاح المحل، ثم بدأ الحال يتغير بالتدريج: «بوكيه الورد كان بـ10 جنيه، والوردة بـ5 صاغ، كان الطالب يحوش مصروفه كذا يوم، عشان يشترى وردة، بعدها الإقبال زاد، خاصة على بوكيه العروسة، وتزيين عربات الزفاف، وتقديم ورد للمرضى وغيره».

من الهواية إلى الاحتراف، تحول نشاط «محمد»، واصفاً المجال بالواسع: «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.. قدامك روح لازم تتباع قبل ما تموت».

يُرجع «محمد» انتشار ثقافة هدايا الورد إلى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أصبح مرتبطاً بمناسبات بعينها، مثل عيد الأم ورأس السنة ثم عيد الحب، والذى يستعد له جيداً قبلها بفترة، بسبب الإقبال، خاصة فى عيد الحب العالمى على خلاف عيد الحب المصرى: «بنستورد كميات كبيرة من الورد، ونخزنها فى الثلاجات، ونشترى كل الأنواع لأن الوردة الحمراء لا يمكن أنها تغطى الطلب».

المصريون يعشقون الورد البلدى عموماً والوردة الحمراء تحديداً، بحسب «محمد»، رغم وجود ورد أغلى وأقيم، لذا يستورده من كينيا لتغطية الطلب عليه: «نتّجه للاستيراد فى المناسبات لتوفير كميات، خاصة أن عيد الحب يأتى فى الشتاء، ولا توجد زراعة للورد البلدى فى الشتاء». 100 جنيه سعر أقل بوكيه للورد، فى محل «محمد»، حتى يكون شكله أنيقاً، ويمكن أن يصل إلى 1000 جنيه وأكثر، حسب نوع الورد وكميته وتنسيقه، مشيراً إلى أن البوكيه ليس الشكل الوحيد للهدية، فيمكن إضافة دبدوب أو ساعة أو شيكولاتة، أما أغرب الهدايا التى زيّنها بالورد فى عيد الحب كانت حذاءً: «طلب منى شاب تصميمه بشكل مبتكر، ليهديه لخطيبته فى عيد الحب، وخرج تصميمه بشكل بديع».