عربة صغيرة يتهافت عليها المارة من كل صوب وحدب تفوح منها رائحة زكية تجذب أبناء منطقة السيدة زينب بالقاهرة تحت شعار «حواوشي الحراق»، مجرد لافتة صغيرة وأحلام على «قد الأيد» انطلق بها شاب في مقتبل العمر متحديا أقرانه من أصحاب المحلات في منطقة شهيرة بصنايعية فواكه اللحوم «الحواوشي والمبمبار والفشة».
«مفيش حاجة من الأكل بتلمس الشارع، وكله أكل نضيف وبيتي ولكن بعمله على البرميل»، هكذا بدأ نسيب الحراق، حديثه إلى كاميرا «» عن مشروعه وأصول المهنة، يقول إنه يجهز الأطعمة التي يبيعها لزبائنه منزليا ويعاونه في هذا زوجته وأبناؤه، فيضع المأكولات قبيل طهيها في أحد الصناديق التي يصطحبها معه من أجل إعدادها للمواطنين.
الحراق: الحاجات دي مش موجودة عند حد.. اللقمة دي طيبة
يكشف الحراق سر الخلطة التي يعمل عليها يوميا مع أفراد الصغيرة في مطبخ قبل أن يتجه إلى الزبائن في صباح كل يوم، «الحواوشي بيتحط عليه جبنه موتزاريلا وخلطة كويسة وشوية توابل، والحجات دي مش موجودة عند حد، واللقمة دي طيبة من مكان طيب وكل الناس بتحبه».
الحراق: أنا عندي مال مبيخلصش.. رأس مالي الثقة بالله والنظافة وحب الناس
يرى الشاب أنه لا مانع من أن يتناول غير القادرين وجباته بالمجان «لو الزبون مش معاه فلوس عادي بردو، الحمد لله أنا عندي مال مبيخلصش ورأس مالي كبير الثقة بالله والنظافة وحب الناس».
أسعار متفاوته وضعها «الحراق» وفقا لطلبات ورغبات الزبون «أنا معنديش سعر، وكله بالطلب، والأسعار بتبدأ من 10 جنيه، ومش بجبر حد ياخد بمبلغ محدد من عندي، وطموحاتي بسيطة وأهم حاجة الناس تاكل وتتبسط».
يلتقط أطراف الحديث خالد متولي، فنان تشكيلي وأحد زبائن حواوشي الحراق، يقول إنه يعرف «نصيب» منذ فترة طويلة بعدما علم بفكرة شويه المأكولات على البرميل، «الفكرة عجبتني، وفكرة البرميل أول مرة أشوفها وقررت أشوف، وهو بيعمل إيه ولقيته بيعمل حواوشي على الجريل وبيعمل مكسيكان وفلافل، وبيساعدني والناس أننا ناكل حاجة كويسة».