علاقة حب ووفاء جمعت بين وليد حامد صاحب مزرعة خاصة لتربية الكلاب بمنطقة المريوطية وكلبه الشخصي، قبل أن يتوفى الأخير ويترك جرحا عميقا لازال أثره باقيًا في قلب «وليد» بحسب تعبيره، إذ يعتبر أن «كين» الكلب كان بالنسبة له أوفى صديق في زمن يعتبره الخمسيني قل فيه الوفاء وكثر الغدر ولم يتبق سوى الحيوان الذي لازال يملك قلبا محبا لصاحبه طوال الوقت.
تدريب الكلاب على الشراسة
منذ سنوات عديدة لم يعد يحصيها، قرر الرجل تأسيس مزرعة لتربية الكلاب الشرسة وتدريبها بهدف الاشتراك في مسابقات الجمال والأناقة، وكان له ما أراد وحصل على عدد من الجوائز الخاصة بالكلاب، قبل أن تتحول فرحته بتلك الجوائز إلى حزن شديد بعدما فقد كلبه الشخصي في ظروف غامضة: «مات وخد روحي معاه ولحد النهاردة مش قادر أنساه لأنه هو اللي حببني في تربية الكلاب بشكل عام وعملت مزرعة كلاب مخصوص حبا فيه».
علاقة وطيدة جمعت بين «وليد» والكلب بعدما اشتراه من خارج مصر، حتى أنه بعد تأسيس المزرعة لم يكن يقدر على تركه داخل المزرعة مع باقي الكلاب، وكان يفضل تخصيص غرفة له داخل منزله حتي يظل الكلب قريب منه: «كان من فصيلة الكاني كورسو ودي من أشرس الفصائل في العالم ومعروف عنه إنه بيكون ملتصق بصاحبه لدرجة إنه مستحيل يسيبه لحظة واحدة وأوقات كتير ممكن يضحي بنفسه لو شاف صاحبه في خطر».
كلب يأكل الحديد
قبل وفاة الكلب بعدة أعوام مرض «وليد» بشدة وتتطلب الأمر نقله إلى المستشفى بواسطة عربة الإسعاف، وهنا كان الكلب قيد الإقامة داخل البوكس الخاص به حتى لا يتعرض لمرافقي سيارة الإسعاف: «شاف الممرضين بيشلوني ففهم إني في خطر وأكل جزء من الحديد علشان يعرف يفتح البوكس ويخرج ينقذني وفعلا قدر يخرج ودي كانت من ضمن المواقف المؤثرة في حياتي اللي عمري ما هقدر أنساها مهما مرت السنين».
قبر كلب
بعد وفاة الكلب منذ عامين، قرر «وليد» تخصيص جزء من المزرعة ليكون قبرا للكلب ووضع صورته عليه؛ ليظل عالقًا في ذهنه وداوم على زيارته يوميا حتى الآن: «عملت له قبر طبعا ويمكن محدش هيفهم مشاعري دي غير اللي جربوا تربية الكلاب وعارفين يعني إيه تكون متعلق بكلبك ويموت».