رغم غريزة حب المال، لاسيما إذا كان بالملايين، أمام لوحة فنية بديعة تهافت عليها الكثيرون، إلا أن صاحب أحد المقاهي رفض ذلك، وتمسك بمبادئه البسيطة بإعادة الحق لأصحابه، مستعينا بحب البلاد وحماية ممتلكاتها، لذا أعاد لوحة «من وحي فنارات البحر الأحمر»، للفنان الرائد عبدالهادي الجزار، إلى وزارة الثقافة.
كشف هشام الهواري، صاحب مقهى، تفاصيل إعلان وزارة الثقافة استعادة لوحة «من وحي فنارات البحر الأحمر»، بعد أكثر من نصف قرن من فقدانها، موضحًا أنها كانت موجودة في حوزته منذ 20 سنة.
وأضاف «الهواري»، في مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين مصطفى كفافي وجومانا ماهر، أن اللوحة كانت موجودة في المخزن الخاص بالشركة وسط الخردة ولم يكن لها أي استعمال: «منذ فترة كنت أفتتح كافيه، وأخرجت بعض الأشياء واللوحات التي قد تصلح لكي تكون ديكورا وفلكلور، وكان شكل اللوحة رائعا في الكافيه، وتم عرضها لمدة 8 شهور».
«الهواري» رفض مبلغا خياليا
وتابع صاحب الكافيه أن أحد رواد الكافيه أُعجب باللوحة وعرض عليه أن يتم بيعها لطرف ثالث بعدها عرض مبلغا ماليا كبيرا وصل إلى 1.5 مليون جنيه، وهو ما جعله يشك في الأمر: «بدأت أبحث عن اللوحة وعلمت جيدا أنها تساوي أكبر كثيرا من هذا المبلغ، وقرأت منشور وزارة الثقافة بمنع تداول لوحات عبدالهادي الجزار إذ أنه رسم هذه اللوحة، وتعتبر من تراث مصر، ومن ثم فإنها ملكية خاصة لها».
تسليم اللوحة لوزارة الثقافة
وأوضح أنه تواصل مع الدكتور أنسي عمار وعرض الموقف عليه، الذي بحث من جانبه وتم اكتشاف أن اللوحة مسجلة وتخص وزارة الثقافة المصرية: «الدكتور أنسي محامي الشركة تواصل مع الوزارة ولم يكن المسؤولون هناك يصدقون أننا سنسلم اللوحة بسهولة، وقابلتنا الوزيرة وكل قادة الوزارة بشكل رائع وسلمنا اللوحة».