| «صباح» جارها اعتدى عليها بعد وفاة زوجها وبتربي يتامى من بيع المناديل

سيدة في العقد الخامس من عمرها، تجلس بعباءتها السوداء ودموعها التي لا تجف، على أرصفة أحد الشوارع وأمامها قفصٍ خشبي فوقه علب مناديل وكمامات، وبجانبها طفليها تتجلى عليهما مظاهر العوز والاحتياج.

«جوزي مات من سنتين وسابلي طفلين، محمد 6 سنين وأحمد 5 سنين، وببيع مناديل في الشارع عشان اربيهم»، هكذا قالت صباح فتحي، 43 سنة، التي تعيش في منطقة أبو قتادة بمحافظة الجيزة، في حديثها لـ«»، وهي تحاول تجفيف دموعها التي تقطرت بمجرد بدءها في الحديث.

«صباح»: جاري اغتصبني وعجزت عن المطالبة بحقي

تزعم «صباح» أنها تعرضت، للاغتصاب على يد أحد الأشخاص بعد موت زوجها، لكنها عجزت عن استرداد حقها أو حتى المُطالبة به: «في  واحد اتهجم عليا في بيتي، خبطني بالكباية على دماغي واغتصبني وهددني لو بلغت عنه هيموتني».

«جوزي ملهوش معاش بس باخد 450 جنيه مساعدة»، تحكي «صباح»، أنها تدفع هذا المبلغ بأكمله كإيجار لشقة صغيرة تعيش بها رفقة ابنائها، كما أنها تستعين ببيع المناديل والكمامات لتصرف على ابنيها وتتمكن من دفع الفواتير المختلفة من غاز ومياه وكهرباء. 

بعد موت الأب عجزت الأم عن مواصلة تعليم أبنائها، مما اضطر الطفلان إلى الخروج من المدرسة وملازمة الشارع في هذه السن المبكرة، ويجلسان بجانب والدتهما بملابس خفيفة لا تقيهما من البرد في ظل الطقس المتقلب، يساعداها على البيع تارة، وتارة أخرى ينساقا مدفوعين بغريزتهما الطفولية ليستبدلا المناديل ببعض القطع البلاستيكية البسيطة يلعبان بها ويطلقان ضحكاتٍ تكون سببا في ترطيب قلب الأم.

تأتي «صباح»، إلى هذا الرصيف رفقة علب المناديل والكمامات يوميا من الساعة الـ 5 صباحا، ولا تعود إلا بعد الظهر، لتكون قد حصلت على عدة جنيهات تتمكن معهما من شراء طعاما لها ولطفليها.