نشر أحد المواطنين ويدعى عاطف الرعو صورًا للدار الفلاحي، وكتب بعض الكلمات عنها، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: «مش عارف بيوت الفلاحين بعد ما بقت أسمنتية مبقتش ونسة، ولا فيها خير زي بيوت الطين والطوب النيء زمان اللى كنت تلاقى الشارع قدام البيت نضيف ومكنوس بـ(قحف) النخل اللي هو سباطة البلح بعد ما يطيب البلح ونقطفه، وننشف السباطة وتبقى مقشة».
وأضاف «الرعو»: «وبعد الكنس يترش الشارع بشوية مية عشان التراب يبلط ويرقد، وتلاقى قدام الدار المصطبة اللي مبنية من الطوب الني ومدهوكة بالطين والتبن ومفروش عليها كليم أو حصيرة صغيرة، والمصطبة دي للسهر والسمر والحواديت قدام الدار في ليالي الصيف، وكمان تلاقى شجرة التوت عشان الضل وتلاقى الطرمبة وميتها الساقعة اللى ترد الروح».
ووصف عاطف الرعو باب الدار الفلاحي قائلًا: «وكان باب الدار الكبير إسطورى مهيب عالى وواسع جدا وله مقبض حديد شكل الكف عشان تخبط بيه وله سقاطة من الحبل عشان تشد الترباس الخشب من برة ومن جوة تقفله بقطعة خشب كبيرة تدخل زى اللسان فى الجدار فمستحيل الباب يتفتح من بره».
أساليب شعبية لمواجهة الحسد
وتحدث عن الأساليب الشعبية لمواجهة الحسد، مضيفًا: «كان دايمًا الفلاحين يعلقوا كوز درة أحمر على باب الدار عشان ياخد العين ويمنع الحسد، تدخل جوة تلاقى وسط الدار الواسع والحصيرة مفروشة والقلل في الصينية الألمونيوم اللى بتلمع زى الألماظ ومشنة الأكل اللى دايما فيها العيش والجبنة والخيار والبصل والطماطم عشان الجعان ياكل تصبيرة».
وتذكر قاعة حجرة الفرن والخزنة الموجودة في غرفة النوم «وأوض النوم ولازم يبقى ف الجدار بتاعها طاقة ولها باب خشب بقفل عشان نحط فيها الورق المهم عقد أو حجة غيط أو دار أو حتى بطاقة التموين أو فلوس حاجة كدة شكل الخزنة والسرير النحاس ابو عمدان وناموسية شاش عشان الناموس واوضة الفرن اللى برضة كان أهل الدار بيناموا فيها على ضهر الفرن ف الشتا لأنها دايما دافية من نار الفرن والخبيز».
كما تذكر المندرة قائلًا: «وكنت تلاقي في وسط الدار البراني أوضة الكنب البلدي اسمها المندرة، عشان الضيوف، وكانت دايما مقفولة ونضيفة و كان دايما باب الدار والشبابيك واسعة وعالية عشان الحر».
وتابع: «تدخل بقى وسط الدار الجواني تلاقى فتحة المنور في السقف عشان يدخل نور الشمس والهوا، وتلاقى أوضة الخير اللى هو اللبن والقشطة والجبنة والسمنة البلدى وزلع المش والجبنة والدقيق وتلاقي لا مؤاخذة الزريبة اللى هيا راس مال الفلاح بقر وجاموس وغنم وطيور شفت حنية أكتر من كدة أن الفلاح مواشيه وبهايمه عايشة معاه ف نفس الدار».
واستطرد: «تطلع بقى على السطح تلاقى أوضتين اسمهم المقاعد ودى ابن الفلاح لما يكبر يتجوز فيهم، وباقى السطح عشش الفراخ والوز والبط والأرانب وخزين السنة بتاع الدرة».
سبب عدم المعاناة من الحر
وكشف عن سبب عدم معاناتهم من الحر رغم عدم وجود المراوح والتكيفات: «فوق كل ده تلاقى الدار مكيفة صيف شتا لأنها طوب نى وطين وخشب بس، وكانت جدران الدار الخارجية مدهونة بالجير وغالبا باللون الأصفر والسماوى الفاتح وده بيبقى قبل جواز حد من ولاد الدار».
وتابع: «أحيانا تلاقي الدار من برة عليها رسومات الحج جمل وسفينة وحج مبرور وذنب مغفور يا حاج فلان، وفوق الدار خالص بقى بدل ما نبنى سور ع السطح كنا نعمل السور ده من الطوف اللي هو أقراص الجلة لما تنشف نرصها جنب بعضها وفوق بعضها على داير السطوح بدل السور».