وجه شاحب وعينان بارزتان وملامح بريئة لطفل رضيع لم يتجاوز عمره 6 أشهر، رحل بين يدي والدته التي انفطرت بعد رؤيته بالكفن الأبيض. صورة الرضيع الفلسطيني محمد هاني الزهار، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلت العالم كله ينتفض ليس فقط حزنا عليه، وإنما لتجاوز صحفية إسرائيلية في حقه، إذ ادعت أنه دمية وليس طفلًا حقيقيًا، لتثير الواقعة تعاطف الجميع معه، قبل أن تعتذر الصحيفة وتتراجع عن ادعائها، بعد ثبوت أنه طفل شهيد، وقع ضحية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
صحيفة إسرائيلية تعتذر عن ادعاء «الطفل الدمية»
الجمود الذي ظهر في ملامح الطفل محمد هاني الزهار، بعد استشهاده، وعيناه المحدقتان ووجهه الذي يميل إلى الزرقة، دفع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إلى تكذيب رواية أنه طفل شهيد، وبعد الهجوم الشديد الذي تعرضت له من رواد منصات التواصل الاجتماعي، سرعان ما تراجعت عن هذا الادعاء، وحذفت الخبر، وأصدرت بيانًا تدين فيه المصادر، قائلة: «المقالة المعنية لم تستوف معاييرنا التحريرية، وبالتالي تمت إزالتها، ونعد الجميع بأن نأخد الأمر على محمل الجد، لمنع تكرار حوادث مماثلة، نأسف لذلك، وسنظل ملتزمين بالتمسك بأعلى المعايير الصحفية دائمًا».
ولم تكن واقعة الرضيع «الزهار»، الوحيدة الشاهدة على أكاذيب الصحافة الإسرائيلية، واعتيادها تزييف الحقائق، ومحاولة تبرير الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
قصة الرضيع الشهيد
واستشهد الرضيع بعد تعرض منزله في منطقة المغراقة جنوبي غزة لقصف عنيف، ليرحل بين يدي والدته التي لقبته بـ«العصفور الشهيد»، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لجده وهو يحمل جثمانه ملفوفًا في كفن أبيض، بينما بقى وجه مكشوفًا وعينيه محدقتين، وكأنه يبعث برسالة إلى العالم أجمع مفادها «بأي ذنب قُتلت!».