رجحت صحيفة أمريكية، أمس الاثنين، احتمال انتقال فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» من الخفافيش إلى حيوانات برية في مزارع صينية ومن ثم إلى البشر في مقاطعة هوبي الواقعة في الوسط الشرقي من الصين، وفقا لما ذكرته قناة «السومرية» الإخبارية العراقية.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن منظمة الصحة العالمية والحكومة الصينية تقولان إن الأصل المحتمل لـ كورونا هو الانتقال الطبيعي عبر الحياة البرية، ولكن الحكومة الصينية ترفض إتاحة إمكانية وصول العلماء إلى بعض المناطق للبحث حول منشأ الفيروس.
مئات الكهوف ومناطق الحياة البرية تنتشر في منطقة إنشي في هوبي
وأضافت «واشنطن بوست»، أن مئات الكهوف ومناطق الحياة البرية تنتشر في منطقة إنشي في هوبي، حيث يوجد ما يعرف بكهف «التنين الطائر» الذي يعتبر من أكبر الكهوف في المنطقة حيث تمتد ممراته إلى 37 ميلا، وتحتوي العديد من الخفافيش.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذه المنطقة تمتاز بوجود مزارع كانت تحوي مئات الآلاف من الثدييات البرية، وهو ما يجعل العلماء يعتقدون أن هذه الحيوانات قد تكون مضيفا وسيطا لفيروسات تنتقل من الخفافيش إلى البشر.
وتابعت «واشنطن بوست» قائلة، إنها زارت هذه المنطقة التي تبعد نحو 6 ساعات عن ووهان وسط الصين، حيث اكتشف كورونا لأول مرة هناك، ووثقت رحلتها بالصور، حيث وجدت أن بعض المزارع في المنطقة لا تبعد سوى ميل واحد عن مداخل هذه الكهوف.
وقال معهد «شيشوانجبانا» التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن مقاطعة غرب هوبي تعد موطنا لما لا يقل عن 7 أنواع من خفافيش حذوة الحصان.
وتضم إنشي نحو 290 مزرعة كانت تحتوي على 450-780 ألف حيوان بري، فيما قال عالم الأحياء في جامعة أريزونا الأمريكية مايكل ووربي: «إننا نحتاج حقا لمعرفة المزيد حول الفيروسات التي تنتشر في تلك الخفافيش في كهوف إنشي».
وأضاف ووربي، أن هذا النوع من القرب من الحيوانات والخفافيش التي يمكن أن تحمل فيروسات كورونا هو بالضبط طبيعة الشيء الذي نقلق بشأنه، فيما قال مارك إلويت، من معهد «باستير» في باريس، إنه يجب إجراء المزيد من البحث في الصين، وتحديدا في مناطق الكهوف.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن عالم أجنبي عمل لسنوات مع معهد ووهان لعلم الفيروسات، بشرط عدم الكشف عن هويته، أن البحث الميداني للمعهد في كهوف الخفافيش قد تم تعليقه منذ بدء «كورونا».