أهرامات الجيزة ليست الأقدم في العالم، حيث يُعد هرم زوسر المدرج الواقع في مقبرة سقارة بمصر أحد أهم الإنجازات المعمارية في التاريخ القديم، ويعتبر أول بناء حجري ضخم تم بناؤه على الإطلاق، حيث يعود هذا الهرم إلى الفرعون زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وقد بناه كبير مهندسيه إمحوتب، ويزوره السياح من كل أنحاء العالم، إذ يعد أحد أهم مصادر الجذب السياحي في مصر بجانب الأهرامات الأخرى.
هرم زوسر المدرج مهَّد الطريق للأهرامات الثلاثة
وحسبما ذكرت صحيفة «Times of India» فإن هرم زوسر المدرج مهَّد الطريق للأهرامات الثلاثة، وباعتباره أقدم هرم في العالم، فإنه يمثل نقطة تحول في كل من التصميم المعماري والرمزية الدينية في مصر القديمة، وتم بناؤه عن طريق الرفع الهيدروليكي، يزوره عدد كبير من السياح من مختلف أنحاء العالم.
تم تكليف الهرم المدرج ليكون بمثابة قبر للفرعون زوسر، ما يعكس الإيمان بالحياة الآخرة وأهمية ضمان مرور الملك بأمان إلى العالم الآخر.
تصميم الهرم يختلف اختلافاً عن الهياكل السابقة
تصميم الهرم يشكل اختلافاً جذريًا عن أشكال الدفن السابقة قبل عهد زوسر، كان الفراعنة والنبلاء يدفنون في مصاطب وهي عبارة عن مقابر مستطيلة ذات أسقف مسطحة مصنوعة من الطوب اللبن، لكن تصميم إمحوتب يتكون من ستة مصاطب ذات حجم متناقص فوق بعضها البعض، ما أدى إلى إنشاء هيكل متدرج ارتفع إلى حوالي 60 مترًا، أرسى هذا التصميم المبتكر الأساس للأهرامات ذات الجوانب الملساء التي ستتبعها في السلالات اللاحقة.
المجالات التي تحددها تمثل سلمًا لصعود زوسر للسماء
كان يُعتقد أن مستويات الهرم الصاعدة تمثل سلمًا يسمح لزوسر بالصعود نحو السماء والانضمام إلى الآلهة، حيث أصبح مفهوم الهرم كوسيلة للصعود سمة أساسية لهياكل الأهرامات الثلاثة، ويعتقد أن الهرم كان يضم تماثيل للآلهة المصرية وزوسر نفسه وأفراد عائلته، بما في ذلك تمثال بالحجم الطبيعي له جالسًا على عرشه، وتحت الهرم يوجد مبنى بحجم وتعقيد غير مسبوقين، مع صالات عرض ونحو 400 غرفة.
الصحيفة ذهبت إلى تفسير لغز الجزء الجنوبي من الخندق المحيط بمجمع زوسر، والذي يضم حفريات ضخمة تعرف باسم الخندق العميق وهو عن قطع في الصخور يبلغ طوله 400 متر وعمق 27 مترا، حيث يجمع فيه خصائص منشأة معالجة المياه ومقصوراته عبارة عن أحواض ترسيب واحتجاز، ونظام تنقية مياه ولهضبة سقارة ولتوفير الطاقة الهيدروليكية للمشاريع البنائية.
الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر، قال لـ«»، إن قصة بناء هرم زوسر ترجع إلى حوالي 4700 عام، وقد تم تشييده في سقارة، وهو أول هرم بناه المصريون على الإطلاق، وقد تم بناؤه خلال عصر الأسرة المصرية الثالثة من عصر الفراعنة، ويرجع تخطيط الهرم إلى المهندس الشهير «إمحوتب».
وأشار «عامر» إلى أن هرم «زوسر» يتميز بشكل المدرجات والمصاطب، ويُعد أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ، وقد حكم الملك «زوسر» ما يقرب من 28 عاما تقريبا، وقد بني الهرم بارتفاع يقدر نحو 62 مترا، بالإضافة إلى 6 مصاطب بنيت فوق بعضها البعض، وقدرت قاعدة الهرم 109 أمتار في 125 متراً، كما تضمنت عملية البناء تشييد مقابر ملكية ومعبداً جنائزياً ومجموعة من السراديب المخصصة لتخصيص الأطعمة والغلال وقتها.
الخبير الأثري أوضح أنه في عام 1821م اكتشف المهندس الإيطالي جيرولانو سيجاتو مدخل هرم زوسر المدرج وممراته، وعثر وقتها على بقايا لمومياء الملك زوسر من جمجمة وقدم مهشمة، بعد إزاحة الأتربة والرمال من أعلى الهرم.