بعد 31 عاما وفي نفس الشهر (أغسطس) يرحل آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، ميخائيل جورباتشوف بعد وداع سابق في عام 1991 من رئاسة الاتحاد وتفكيك أكبر كيان ممثل للشيوعية عندما تحول الحكم إلى لجنة الدولة لحالة الطوارئ بعد عجز جورباتشوف عن القيام بمهامه لأسباب صحية، حيث إنه ترك الأمانة العامة للحزب الشيوعي السوفييتي في 24 أغسطس 1991.
واستمرار لمصادفة الأرقام فإن الاتحاد السوفييتي تفكك في عام 1991 ومات جورباتشوف في عمر 91 أيضا ليطوي صفحة مهمة في تاريخ العالم والاتحاد السوفييتي الذي مثل قوة موازية للولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت القوى الوحيدة في العالم بعد هذا الحدث.
تقلد الرئيس الراحل منصب القيادة في الاتحاد السوفييتي في الفترة ما بين 1985 حتى عام 1991 وكان يشغل سكرتير عام الحزب الشيوعي في الاتحاد ثم غير مسمى المنصب ليصبح رئيس الاتحاد السوفييتي، ويحسب له العمل على إنهاء الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد 40 سنة من المناوشات وهو ما دفعه للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 1990.
دور جورباتشوف في الاتحاد السوفييتي
وكانت الثورة البلشيفية في روسيا عام 1917 بداية تأسيس الاتحاد الذي ظهر للوجود عام 1922 وبعدها بـ 9 أعوام (مارس 1931) سيولد جورباتشوف الذي سيكون آخر رئيس لهذا الاتحاد مترامي الأطراف الذي ضم جمهوريات متعددة العرقيات.
سعى جورباتشوف إلى إعادة هيكلة (التي تعني باللغة الروسية البيريسترويكا) الاتحاد مترامي الأطراف الذي أصبح يشبه إمبراطوريات القرون الوسطى في ثمانينيات القرن الماضي حيث التطور في الغرب يسير بسرعة كبيرة وتميل الكفة لصالحه، في الوقت الذي يتحرك الاتحاد مثل فيل ضخم يخافه الجميع لكن تأثيره الإيجابي لم يكن يفيده.
إشارات سقوط الاتحاد السوفييتي
ولأن التغيرات في التاريخ لا تحدث بشكل مباغت، فقد اتضح من تحركات جورباتشوف إلى أن الاتحاد في طريقه إلى الزوال عبر إشارات لا يخطئها إلا أعمى وهي إعطاء مساحة من قبل الاتحاد لدول شرق أوروبا للتحول إلى النظام الرأسمالي السائد في غرب أوروبا تاركين النظام الشيوعي الاشتراكي وراءهم إلى الاتحاد ليواجه مصيره بعيدا عنهم، وكانت ثاني الإشارات التي انتبه لها القاصي والداني هي سقوط جدار برلين في عام 1989 الذي قسم ألمانيا إلى جزء شرقي تابع للاتحاد السوفييتي (الشيوعي) وغربي تابع (للغرب الرأسمالي) بعد 39 سنة.
وخفَّض جورباتشوف سباق التسلح مع الولايات المتحدة بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان من خلال معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى في عام 1987 ثم معاهدة ستارت 1 التي وقع عليها جورباتشوف قبل رحيله عن السلطة بشهور ومهدت لمعاهدة ستارت 2 التي وقع عليها الرئيس الروسي يلتسن في عام 1993 وتم تجديدها في 2011 ولا تزال سارية حتى الآن.
علاقته مع بوتين
تجمع جورباتشوف بالرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين علاقة متذبذبة، فينظر لها بوتين على أنه سياسي بارز ساعد في تغيير تاريخ العالم ولديه طاقة وإمكانات إبداعية، ولكن يصف سقوط الاتحاد السوفييتي في عهد جورباتشوف بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن»، في الوقت الذي يشيد جورباتشوف ببوتين الذي كان ضابطا سابقا في المخابرات السوفييتية.
جورباتشوف مولود في مارس 1931 وتقلد منصب رئيس الحزب الشيوعي السوفييتي في الفترة ما بين 1985 إلى 1991 وينتمي جورتاشوف إلى عائلة روسية أوكرانية وحصل على بكالريوس القانون من جامعة موسكو الحكومية عام 1955 وعرف طريق السياسة في عام 1979 عندما أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي.