| صلاح ذو الفقار «الفنان الضابط».. تصدى للإنجليز في الإسماعيلية ودرس بأكاديمية الشرطة

يعرفه الجميع بأدوار الفنية المميزة، المليئة بالمرح وخفة الدم التى تدخل القلب مباشرة، فتسكن فيه ولا تفارقه، هو الفنان صلاح ذو الفقار، الذي ترك بصمته على الشاشة الفضية والسينمائية بأكثر من 250 عمل سينمائي وتليفزيوني ومسرحي.

ورغم شهرته السينمائية الكبيرة، كان لـ«ذو الفقار» وجها أخر، لا يعلم عنه الكثيرون شيئا، وهو كونه ضابط شرطة بل ومدرسا في أكاديمية الشرطة عا 1949.

مشاركة «ذو الفقار» بمعركة الإسماعيلية

أما المعلومة الأهم فكانت دوره الهام في معركة الإسماعيلية، التى دارت بين القوات الإنجليزية والشرطة المصرية عام 1952، والتي تم بموجبها اعتماد 25 يناير، يوما ثابتا للاحتفال بعيد الشرطة، إذ تم الاحتفال بالفنان الراحل اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس بمناسبة مرور 71 عاما على ذكرى تلك المعركة.

وتعود معركة الإسماعيلية التي بموجبها أصبحت يوما للاحتفال بعيد الشرطة، عندما تصدى مجموعة من الضباط المصريين للقوات الإنجليزية، التى حاصرت  مقر الشرطة المصرية في منطقة الإسماعيلية وطالبت الضباط المصريين بتسليم المقر، ولكن رجال الشرطة رفضوا، ودارت معركة غير متكافئة بين أكثر من 7000 جندي بريطاني و800 شرطي مصري، وسقط منهم جرحي وشهداء، وكان أحد الضباط الذين شاركوا في تلك المعركة هو الفنان «صلاح ذو الفقار» وكان وقتها برتبة نقيب، وذلك بحسب ما رواه «اللواء مصطفي رفعت» أحد الضباط المشاركين في برنامج تليفزيوني.

عمل مدرسا بأكاديمية الشرطة

ومن المفارقات أنّ الفنان  صلاح ذو الفقار وُلد في 18 يناير عام 1926، لأب ضابط شرطة برتبة عميد، وكان يحلم بدخول كلية الطب، وبالفعل التحق بكلية طب الإسكندرية، لكن بسبب وفاة والده انقطع عن الدراسة لفترة، وبسبب ارتفاع  نسبة غيابه عن الكلية تم فصله، ليلتحق بعدها بكلية الشرطة  ويتخرج فيها عام 1946، وكان من ضمن دفعته الوزراء أحمد رشدى والنبوى إسماعيل وزكى بدر، وعمل فى سجن طرة.

وعمل «ذو الفقار» في سجن طرة، وتم تعيينه مدرس فى كلية الشرطة، وكان مشرف على السجن الذى اعتقل فيه الرئيس السادات، ولقب صلاح ذو الفقار بفتى الشاشة خفيف الظل.

ولعب أدوارا عديدة منها الضابط كمال فى فيلم الرجل الثانى، والدكتور حمودة في الفيلم الشهير الأيدى الناعمة، وعيسى العوام فى فيلم الناصر صلاح الدين وحسين فى مراتى مدير عام، وغيرها الأدوار كما أنه شارك فى العديد من الافلام العالمية، ومنها الفيلم بريطانى الفرسان، لكنه رفض وفضل العمل فى مصر.

وخلال مسيرته الفنية كون صلاح ذو الفقار ثنائي فني ناجح مع الفنانة شادية، كما اشتركا فى العديد من الأفلام، وأثناء ذلك جمعتهم قصة حب طويلة توجت بالزواج، وتوفي في 22 ديسمبر من عام 1993عن عمر ناهز 67 عاماً، أثناء تصويره للمشهد الأخير من فيلم الإرهابى إثر أزمة قلبية مفاجئة.