بينما يجلس عم «صلاح» في بلكونة منزله يقرأ الجريدة، سمع خبرًا مفجعًا، بوفاة ابن جاره، الذي تربى مع أبنائه، ليصاب صاحب الـ73 عامًا، بحزن شديد، ويقرر معه أن يجمع أفكاره، لتنفيذ عدة نماذج مصغرة، تساعد في إنقاذ الغرقى من الموت، إلا أنه ينتظر الدعم، لتصبح طرق معتمدة، على أرض الواقع.
كان صلاح حسنين، شاهدًا على حادث وفاة ابن جاره، منذ خمس سنوات، أول أيام عيد الفطر، فبدأت القصة عندما قرر صاحب الـ26 عامًا، الاستمتاع بالإجازة الصيفية، والذهاب مع عائلته إلى أحد الشواطئ، إلا أنه تعرض للغرق، ولم يستطع أحد إنقاذه، ليرحل إلى الرفيق الأعلى، بحسب «صلاح»: «الشاطئ مش متأمن كويس ودا طبيعي، ولما ابن جاري اتوفى، الموضوع أثر معايا جدًا».
نماذج مصغرة لإنقاذ الغرقى
قرر «صلاح» أن يفكر في طرق، لإنقاذ الغرقى في المصايف و«البلاجات»، عن طريق حلول مبتكرة، فبعد اكتمال مخططاته الأولى، صنع نماذج «ماكيتات» مصغرة، فالأول عبارة عن قارب نجاة، مزود بـ«ونش»، ويقوده 2 من المدربين جيدًا، وهما المنقذ والمسعف، بما يشبه فرق الإنقاذ، إلا أن الجديد والمختلف «الونش»، الذي يلعب على عامل الوقت والسرعة، يسهل عملية النجاة، وفقا له: «الونش الموجود في القارب بيرفع الغريق في ثواني».
ذراع الإنقاذ الطولي
أما عن النموذج الثاني فهو ذراع الإنقاذ، وهو عبارة عن «ماسورة» طولية، بها انحناءة لأسفل، ومزودة بـ«مقبض» ملتصق بالعوامة، على الشاطئ أو سطح البحر، وممتد بمسافة 3 أو 4 أمتار بعمق البحر.
وسيلة آمنة لكبار السن والأطفال
سلك طولي مزود بحارات، كما في حمامات السباحة، كل حارة باتساع من 3 متر إلى 4 متر، ومثبت أحد أطرافه على الشاطئ، والطرف الآخر داخل البحر، بطول من 20 متر إلى 50 متر، حسب عمق الشاطئ وعلى أعلى ارتفاع من مستوي الماء، لكي يمكن الكبار والصغار، من الإمساك به في حالة الغرق، كان ذلك آخر «ماكيت» صنعه «صلاح»: «3 وسائل مختلفة لإنقاذ الناس اللي ممكن تغرق، وفكرة السلك هي أسهل طريقة، خاصة كبار السن والأطفال والناس اللي مبتعرفش تعوم كويس».
عم «صلاح» في انتظار الدعم
يتمنى «صلاح» ابن محافظة القليوبية، أن تلقى أفكاره الدعم، لتنفيذها بحرفية على أرض الواقع، لإنقاذ مئات الأرواح، من حوادث الغرق كل عام.