تعرفه الأجيال القديمة جيداً، فهو مميز بالنسبة لهم بجلده الأبيض ذي الخياطة اليدوية و«الشداد» على ظهره، وعيناه التى تتسمان بالجمال الشديد، وجسده المغطى بقماش ملون يجذب الأنظار إليه، إذ يقف شامخاً بين حلوى المولد المختلفة بمنطقة باب البحر في رمسيس، دون أنّ يبذل جهداً في الدعاية لنفسه، فالقاصي والداني يعرف «الجَمل».
به الأبيض والأسود والبُني، ينافس الِحصان، الجَمل في خطف أنظار وقلوب زوار المنطقة المعروفة ببيع مستلزمات حلاوة المولد جملة وقطاعي، فهما أشهر أشكال الحلاوة منذ سنوات قديمة، واعتادت الأسر على شرائهما مع عروسة المولد، لكن مع الوقت أصبحا غير متواجدين إلا نادراً، ليعيد «صلاح» إحياءهما مرة أخرى هذا العام.
«الجمل والحصان» على فرشة «صلاح»
يروي بائع حلوى المولد ذو الـ46 عاماً، أنّ العروسة والجَمل والحِصان من أشهر أشكال الحلاوة، لكنها أصبحت نادرة بعض الشيء، نظراً لأن الإقبال عليها في القاهرة ضعيفاً مع تطور التكنولوجيا والاعتماد عليها كنوع من الهدايا: «كان زمان الحاجات دي أساسية عند الناس وقت المولد النبوي، فكانوا بيشتروا العروسة ومعاها الجمل أو الحصان، لكن دلوقتى بقت الحاجات دي تتصنع قليل، والناس بتكتفي بالحلاوة بس».
هواية تحولت إلى عشق، نمت داخل ابن محافظة القاهرة، ليبدأ في إحياء الجمل والحصان مجدداً بإضفاء أشكال جمالية عليها تجذب الناس: «الحاجات دي تراث، ومش هينفع نسيبها تندثر وتموت، وأنا بطلبها مخصوص من الورش، وبضيف عليها لمسة فنية مختلفة علشان أرضي كل الأذواق».
الأسعار تبدأ من 60 جنيها
يعد النوعان من أكثر الأصناف المطلوبة في محافظات الإقليم مثل «سوهاج، الفيوم، أسيوط»، لكثرة إقامة الموالد لديها، والجَمل مصنوع من الخشب والجلد والقماش، والحصان من الخشب: «بيبدأ سعرهم من 60 جنيها وبيختلف حسب الحجم، وبيبقوا مطلوبين برضو من المخطوبين كنوع من الهدايا الرمزية».