| صورة تخطف القلوب.. عامل نظافة يبهر الجميع بقراءة القرآن: بختمه مرتين أسبوعيًا

يجلس أسفل كوبري الدقي، ممسكا المصحف بين يديه، لتلاوة آيات قرآنية يداوي بها قلبه المجهد من العمل طوال الساعات الأولى من كل صباح، هكذا خطفت صورة عادل توفيق، قلوب الجميع، وهو يرتدي الزي الرسمي لعمال النظافة، مستغلا وقت راحته في التقرب إلى الله بختم كتاب الله مرتين أسبوعيًا.

عادل توفيق، عامل نظافة، يبلغ من العمر 55 عامًا، تعلق قلبه بقرءاة القرآن منذ شهر رمضان قبل الماضي، ليبهر الجميع بحرصه الدائم على تلاوة آيات قرآنية من كتاب الله: «كنت زي الناس كلها مش بفتكر القرآن غير في شهر الصيام، لكن من سنة وضعي اختلف وبقيت أقراه بشكل يومي، لو معملتش كده في يوم أحس إني ماشي وسط الناس بدون هدوم».

قراءة «عادل» للقرآن الكريم، لا تؤثر على مهام عمله، إذ يقضي ساعاته الأولى كل صباح في إنهاء مهام عمله والتأكد من نظافة الشارع المسؤول عنه، يجلس بعد ذلك أسفل كوبري الدقي وفي يده مصحف، وشمس الشتاء الدافئة تداعب لحيته التي خالطها الشيب، ليبدأ في تلاوة آيات كتاب الله الكريم، حتى ينتهي من بعض أجزائه، التي تمكنه من ختمة قراءة كل سور الذكر الحكيم مرتين أو مرة على الأقل أسبوعيًا.

رحلة «عادل» لممارسة عمله في النظافة

يأتي «عادل» كل يوم من مركز العياط بمحافظة الجيزة، ليمارس عمله في تنظيف الشوارع بحي الدقي، الذي يستمر لـ 8 ساعات قبل أن يعود إلى منزله مع اقتراب المغرب، وخلال هذه الساعات يستغل أي فرصة لقراءة القرآن بعد أن يتأكد من انتهاء كل واجباته العملية.

5 أجزاء وأكثر يقرأها العامل يوميًا

يقرأ عامل النظافة يوميًا حوالي 5 أجزاء وأكثر من القرآن يوميا: «وأنا قاعد بقرأ 3 أو 4 أجزاء، ولما برجع البيت بقرأ على قد ما بقدر، وفي جزء بقرأه خلال قيام الليل».

يرى عامل النظافة، أن الأهم من قراءة القرآن هو التدبر بآياته والعمل بها، واتخاذها كمنهج للحياة، إضافة إلى محاولة فهم المقصد من كل آياته وكلماته، مهما كانت صعبة عليه، إذ يلجأ دائما إلى الشيوخ ليشرحون له ما لا يستطيع فهمه أو نطقه من كلمات الذكر الحكيم: «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ، الكلمة دي قعدت أسبوع مش عارف أنطقها ولا فاهمها، لحد ما رحت لشيخ وفهمني معناها وعلمني أنطقها ازاي».

«عم عادل» يتمنى حفظ القرآن بالكامل

مثل الكثيرين ذهب «عم عادل»، إلى الكُتّاب وهو طفل صغير ليبدأ رحلته مع حفظ القرآن الكريم، ونجح حينها في حفظ 3 أجزاء، قبل أن ينقطع عن الكُتّاب: «من وقتها محاولتيش أحفظ أي آية من القرآن، بس دلوقتي مش عايز حاجة غير إن ربنا يقدرني وأحفظ القرآن بالكامل».