6 أيام من المعاناة قضتها أسرة «عبد الله»، خلال رحلة البحث المتواصل عن ابنها الصغير المعاق ذهنيا، بعد فقدانه بأحد شوارع الدقي خلال انشغال والديه مع طبيبه المعالج، ليطرق الحزن بيوتهم، ويسيطر القلق على قلوبهم طوال فترة غيابه.
ولم تتخيل أسرة الطفل عبد الله الحسيني، البالغ من العمر 13 عامًا، القاطنة في محافظة المنيا، أن رحلة علاج ابنهم الصغير في الجيزة تتحول إلى معاناة بمجرد فقدانه، وفقا لما رواه صبري أحمد، خال الطفل، خلال حديثه لـ«»، متابعا: «عبد الله بيعاني من إعاقة ذهنية منذ ولادته، وده اللي خلى أسرته تجيبه في منطقة الدقي بالجيزة، عشان يكمل علاجه مع طبيب مخ وأعصاب».
تفاصيل غياب الطفل
وسرعان ما تعرضت أسرة «عبد الله» لصدمة، بمجرد فقدانه 25 أكتوبر الجاري، ووفقا لرواية «صبري»: «الطفل استغل انشغال والده ووالدته مع الدكتور، وطلع يجري في الشوارع المجاورة للمنطقة».
صورة تنقذ حياة طفل معاق
ومنذ ذلك الوقت، والأسرة تواصل البحث ليلا ونهارا عن ابنها الذي لا يستطيع النطق سوى بكلمات قليلة وغير مفهومة على أمل العثور عليه، ما دفع والديه لكتابة منشور على وسيلة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يحمل معلومات عن عبد الله ورقم للتواصل مع ذويه.
ورفض الأهل الوقوف مكتوفي الأيدي في انتظار ما ينتج عنه المنشور المتداول، فبادروا بتوزيع صور شخصية للطفل بعدد من المناطق في الجيزة، وبحسب «صبري»: «واحد من اللي حصلوا على الصور اللي وزعناها للطفل، لقيناه بيتصل بينا وبيقولنا إنه شافه في منطقة بشتيل، ورحنا هناك فورا وسألنا الناس وأكدوا فعلا أنهم شافوه».
العثور على الطفل
وظل الأهل ملازمين لهذه المنطقة ليلا ونهارًا بأعين متيقظة؛ موزعين أنفسهم على بعض شوارعها، كما نشروا صورته في المنطقة على أمل أن يمر طفلهم مرة أخرى ويتمكنوا من إعادته إلى أحضانهم؛ ليفاجئهم أحد الأشخاص بأنه وجد الطفل بعدما تعرف عليه عن طريق الصورة؛ ليذهب الأهل إليه ويجدوا الطفل، وكما أوضح خاله: «نمنا في الشوارع للصبح عشان لو عدى نشوفه، ووزعنا صورته على كل الناس، وأول ما عدى مرة تانية الحمد لله حد شافه واتعرف عليه من خلال الصورة، وكلمنا ورحنا جبناه الحمد لله».