«فاقد الشيء لا يعطيه»، مقولة ضرب عمقها طفلين مشردين بلا مأوى، ممن يجوبون الشوراع بحثًا عن لقمة عيش تسد عليهم شعور الجوع القارص، فرغم قسوة الحياة التي أرغمتهما على العيش بين أحضان الطرقات، إلا أن وحشتها لم تنزع الرحمة من قلبيهما، ليجسدا نموذجا عظيما في مفهوم الرفق بالحيوان، عندما حاولا مداواة كلب يعانى من جروح بالغة في جسده.
اقتطع الطفلان بضع قروش من نقود لا تتجاوز أصابع يد واحدة، بل ربما هي كل ما في حوزتهما، ليشتريا لاصقات طبية لوضعها على جسد الكلب الضعيف، فضلا مداواة جروحه ومحاولة إنقاذه من المرض والموت على أنفسهما، رغم احتياجهما لتلك النقود التي تحصلا عليها بعد معاناة، لشراء طعام يعينهم على استكمال يومهما.
صورة الصغيران، اللذان لا يملكان أموالا تساعدهما على شراء حذاء يحمي أقدامهما من الحفاء، ويرتديان ملابس ذوبت الأيام والأوساخ أنسجتها، انتشرت على نطاق واسع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحازت على آلاف من تسجيلات الإعجاب والتعليقات والمشاركات، فكان من بين التعليقات: «بيكونوا أكتر عيال رحيمة باللى حواليهم بجد من كل شيء»، «بيكون في قلبهم حنية الدنيا أكتر من ولاد الناس والله»، «سبحان الله مش بأديهم أنهم اتولدوا كده، والدنيا بتقسى عليهم بكل معنى الكلمة، وبتحولهم لحاجات كتير مش حلوة، لكن غصب عنهم، بس في نفس الوقت ربنا مديهم لين القلب والحنية والتفاهم والذكاء، فاقد الشيء بيعطيه الحقيقة مش العكس».
وتواصلت التعليقات: «اللي قال فاقد الشيء لا يعطيه، كان شخص مش سوي ومش نقي ومش لين القلب.. والله فاقد الشئ يعطيه لو كان إنسان بجد، لو كان بيتعامل بالطبيعة النقية اللي اتولد عليها، لو كان متأثرش بكل الشر اللي محاوطنا، فاقد الشيء يعطيه لو بيؤمن أن الرزق بإيد ربنا»، «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، «لو كل الناس تبقي عندها رحمة ولين القلب، وتحط ربنا قدامها في كل حاجة، مكانش هيبقي في أي شر أو أذيه في الدنيا»، «الراحمون يرحمهم الله».