صورة متداولة للعندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ، جرى تداولها على نطاق واسع من قِبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، زعم بعضهم أنّها تعود للفنان الراحل، عندما كان مُدرسًا للموسيقى في إحدى المدارس الثانوية للبنات عام 1950.
حقيقة الصورة المتداولة للعندليب الراحل
يظهر حليم، في الصورة المتداولة، محاطًا بعدد من الفتيات اللاتي يرتدين زيًا موحدًا، وأرفقت الصورة بتعليق: «صورة نادرة لعبد الحليم حافظ عندما كان مدرّسًا للموسيقى في مدرسة ثانوية للبنات في مدينة المحلّة الكبرى والتاريخ التقريبي عام 1950».
ورغم أنّ العندليب الأسمر، عمل في بداياته مدرّسًا للموسيقى بالفعل، إلا أن هذه الصورة المتداولة، لم تلتقط خلال امتهانه التدريس، إنما التقطت عام 1961، عندما كان العندليب في أوجّ نجوميّته، خلال احتفالٍ في دار المعلّمات بمحافظة الجيزة، بحسب «فرانس برس».
وبحسب خدمة تقصّي صحّة الأخبار في الوكالة الفرنسية، فقد نُشرت هذه الصورة لعبد الحليم حافظ في «مجلّة الكواكب» عام 1961، وهي الفترة التي شهدت أوجّ نجوميّته، حيث حرصت المجلة على نشرها إلى جانب صور أخرى تظهره خلال تلبيته دعوة من دار معلمات الجيزة، للمشاركة في احتفالٍ بمرور سنة على بدء العمل في السدّ العالي.
وبحسب العدد الصادر من «مجلة الكواكب» عام 1961، فقد دخل حليم، أول الفصول فوجد مفاجأة تنتظره، كانت إحدى الطالبات قد أمسكت بآلة «الأكورديون»، وتردد أغنية «بعد إيه»، فلما أصبح عبد الحليم وجهًا لوجه أمام الطالبات، طلبت منه الطالبة أن يكمل بقية الأغنية بصوته، واستجاب لها بالفعل.
وفي فصل آخر كان هناك امتحان شفوي في علم النفس، راح عبد الحليم، يستمع إلى الإجابات المتعددة من الطلبات، عن سؤال ألقته الأستاذة، ويبدو أنّه قد حنّ إلى أيام التدريس، فراح يناقش الطالبات في السؤال، ودهشت الطالبات والأستاذة، بعد أن اكتشفن أنّه ليس مُطربًا فقط، وإنما أستاذا في علم النفس أيضًا.
5 ساعات بين طالبات قسم الصحافة
في حوش المدرسة، قدّمت بعض الطالبات تمرينات سويدية على أنغام أغنية «إحنا الشعب»، ولم يجد عبد الحليم حافظ، مفرًا من غناء الأغنية التي صاحبهنّ بها وهنّ يؤدينّ التمرينات، وبعد ذلك، جاء دور مسألة الموسيقى، حين دخل العندليب الأسمر، تنّحت أستاذة الموسيقى عن الدرس، وتخلت عن مكانها له، ليؤدي دور المدرس، ويمسك الطباشير، ويكتب على السبورة بعض الجمل الموسيقية، وطلب من إحدى الطالبات، أن تكتب النغمات على السبورة.
وحين انتهى عبد الحليم حافظ، من تنفيذ برنامج الزيارة، حاصرته طالبات قسم الصحافة، وأمطرونه بكثير من الأسئلة، أحدها كان عن الحادث اللطيف الذي وقع فيه أثناء التدريس، ليرد: «عندما دخلت الفصل لأول مرة، تركتني الطالبات، وبقيت وحدي في الفصل أغني لنفسي».
وبانتهاء أسئلة قسم الصحافة، انتهت إجابات المطرب عبد الحليم حافظ، وانتهت زيارته أيضًا، بعد أن قضى أكثر من 5 ساعات، وعندما اتجّه إلى خارج الدار، ودع كما استقبل، بأجمل ما يمكن أن يُقابل به فنان محبوب مثله.