تبدو هيئته كطفل لم يتجاوز 10 أعوام، ملامح وجهه تكسوها براءة الصغار، لكنه في الحقيقة يبلغ من العمر 30 عامًا، ويعمل صيدلي، ليجسد الشاب اليمني هايل السودي، حالة نادرة بعد معاناته من نقص في الغدة النخامية، جعلت نموه يتوقف في سن العاشرة، وبعد علمه بحالته المرضية، حاول علاج الموقف مبكرًا، الإ إنه قد فات الأوان.
هايل السودي.. صيدلي بجسد طفل
«حالتي ليست وراثية إنما طفرة»، مقولة لخص بها الشاب اليمني حالته، التي بدأت رحلته لاكتشافها في عمر 15 عاما، عندما ذهب إلى أحد الأطباء لكنه لم يتعرف على حالته، إذ ظن الأمر عادياً حتى لاحظ أن هيئته لم تتغير حتى بعد وصوله إلى سن 17، فشك أن الأمر قد يتعلق بمشكلة في الغدد.
ذهب هايل، إلى طبيب مختص، وبالفعل أخبره بالمشكلة، التي عجز الجميع عن اكتشافها مبكرا: «قالي عندك نقص في الغدة النخامية، وأن هرمون النمو لن يفيد في هذا العمر، تلقيت التشخيص وكأنه اختبارًا من الله، ومارست حياتي بشكل طبيعي، وبعد إنهاء دراستي الثانوية، قررت الالتحاق بكلية الصيدلة، لتوعية الجميع بالحالات المرضية وتبسيطها لهم، والمساهمة في علاجهم»، بحسب حديثه لـ«».
دهشة زملاء الجامعة
حالة من الدهشة سيطرت على أقرانه في الجامعة، فور رؤيته جالسًا معهم داخل المدرجات، لتجعلهم يبادرون بسؤاله «لماذا أنت هنا في هذا العمر؟»، ليحاول جاهدًا إقناعهم بعمره الحقيقي، واستمرت تلك المعاناة حتى بعد إنهاء حياته الجامعية وعمله بالصيدلية.
يقول هايل: «قمت بفتح صيدليه ملك لي بمساعدة من شقيقي الأكبر، فواجهتني مشكلة في عدم تصديق الناس أني صيدلي، ويخبرونني دومًا أن أكف عن ذلك الحديث، ولا يقتنعوا حتى أعرض لهم شهادة التخرج وترخيص الصيدلية الخاص بي».
إنشاد ديني وتمثيل وطموحات علمية
تمتع «هايل» بصوت عذب في الإنشاد الديني، جعله يطلق قناته الخاصة على «يوتيوب»، لتقديم أعمال مختلفة، تحظى على إعجاب واحترام الجميع، ولا تقتصر موهبته على الإنشاد فحسب، بل أنه متعدد المواهب يجمع بين التمثيل وإلقاء الشعر، يحاول الوصول من خلالها إلى العربي أجمع.
https://www.youtube.com/watch?v=8Kml8fxwINg
ويأمل الصيدلي الشاب، في استكمال دراساته العليا، ليكون على دراية كافية بمرضه، على أمل أن يصل إلى علاج لحالته، بعد أن باتت جميع المحاولات بالفشل.