بهدوء شديد وتركيز واضح، يجلس «محمد الورداني» داخل محله القديم بشارع الخيامية، والذي توارثه عن أجداده على مدار ما يزيد على قرن من الزمان، يُشكّل الأقمشة بلمساته الفنية الساحرة، لتخرج في النهاية أعمالاً يدوية من شُنط ومفارش وملابس تحمل جميعها شعار «صُنع في مصر»، وتسرق قلوب ليس المصريين فقط، وإنما الأجانب أيضاً الذين باتوا يأتون إليه من كل مكان في العالم ليستمتعوا بفن الـ«هاند ميد».
مفارش وأقمشة وشنط
أعمال يدوية كثيرة يُقدّمها «محمد الورداني»، داخل محله بالخيامية، الذى توارثه عن جده ومن ثم والده، تتنوع بين المفارش والأقمشة والشُّنط، وجميعها «هاند ميد» لا تمسّها آلات التكنولوجيا الحديثة، ومع استمرار حملات المقاطعة لمنتجات الشركات الأجنبية الداعمة لجيش الاحتلال، حرص الشاب الثلاثينى على أن تتجمّل أعماله بعبارة «صُنع في مصر».
«ده تراثنا وبيميزنا عن غيرنا، وعندنا أعمال ومنتجات قوية بتجيب لنا زباين وزوار من جميع أنحاء العالم»، يحكي «محمد» أنه تفرَّغ لمهنة الخيامية بشكل كامل مع اكتمال العقد الثاني من عمره، وكان يمارسها قبل ذلك من باب التعلم، وأنه لحبه الشديد وتقديره قيمة التراث المصري، ومنه الأعمال اليدوية، ينوي توريث مهنته لأبنائه: «طبعاً هاورثها.. احنا بنكمل المسيرة حباً مش عمل وبس، واللي عنده مهنة يطورها مايتركهاش».
فنون إدارة المحل وإنتاج الأعمال اليدوية
ما زال الشاب الثلاثيني، الحاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، محتفظاً بنصائح جده ووالده المتوفيين، في فنون إدارة المحل وإنتاج الأعمال اليدوية، منها العمل طوال الوقت على تطوير مهنته وإنتاج قطع فنية أخرى تُلبي توقعات وتطلعات كل محبي هذا الفن.
منتجات مختلفة يقدّمها «محمد» لزبائن محله، تبدأ أسعارها من 50 جنيهاً، إلى جانب توفير كثير من أنواع الهدايا التي تبدأ أسعارها من 10 جنيهات: «ما بنكسفش حد، اللي معاه بياخد واللي مش معاه برضو مابنزعلهوش».