الشغف بالأشياء غير المعتادة، دائمًا ما يسوقك للسير خلف مرادك حتى تحقيقه، ربما لإشباع رغبتك، أو الوصول للذة الانتصار ومتعة الوصول، أو لاستخدامه في مساعدة الغير، وهو ما دفع «ضحى» أن تبدأ في العمل على توصيل الطلبات على «الإسكوتر» تتحدى بذلك إعاقة ولدت بها وعاشت معها 26 عامًا.
«ضحى» تتحدى إعاقتها بالعمل على «الإسكوتر»
ضحى يسري، تبلغ من العمر 26 عامًا، حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة حلوان، تروي لـ«» كيف بدأت العمل في خدمة توصيل الطلبات «أونلاين»، والذي بدأ منذ عامين على دراجة، ثم قررت شراء «اسكوتر» منذ قرابة عام تخدم به منطقة 6 أكتوبر بالكامل والمناطق المجاورة.
توفي عنها والدها وهي في المرحلة الابتدائية، فحملت على عاتقها مسؤولية المساعدة في الإنفاق على المنزل جنبًا إلى جنب مع والدتها وشقيقتها الصغرى التي تدرس حاليًا في كلية التجارة، تقول «ضحى»: «بابا اتوفى وأنا صغيرة جدًا فكان لازم أبدأ أشتغل وأعتمد على نفسي في المصاريف».
اعوجاج في العمود الفقري تسبب في تشوهات في منطقة الظهر والقفص الصدري، إعاقة ولدت بها صاحبة الفتاة العشرينية فـ أثرت على طول قامتها الذي يبلغ 138 سم، وهو ما حال بينها وبين العمل في الشركات الخاصة التي تهتم بحسن المظهر: «الإعاقة اللي عندي مأثرة على طولي وشكلي، وطبعًا ده كان بيخلي شركات كتير مبتقبلنيش عشان بيكونوا مهتمين جدًا بالمظهر الخارجي».
كان العمل على توصيل الطلبات بـ«الإسكوتر» هو قرار «ضحى» بعد التخبط في سوق العمل، انتهزتها فرصة لتكون حرّة، تعمل على مشروعها الخاص، غير مقيدة بالعمل تحت إدارة الشركات: «الإسكوتر بيخليني حرة ومش مقيدة بوقت، وعشان مكنتش حابة أشتغل في أي مكان يرفضني عشان شكلي».
صعوبات عديدة تواجهها الفتاة العشرينية في أثناء العمل على «الإسكوتر»، فضلًا عن المضايقات التي أحيانًا ما تواجهها في الشارع، وهو ما كان سببًا في رفض أسرتها لطبيعة عملها في بداية الأمر، إلا أنّها فيما بعد تلقت الدعم والتشجيع من أسرتها وأصدقائها: «أوقات بيقابلني صعوبات زي إنّ الإسكوتر ممكن فجأة يعطل، وأحيانًا يوم بيكون فيه شغل ويوم لأ، وطبعًا غير أنّه مرهق ومتعب ومجازفته كبيرة».
ضحى: تكلفة العملية من 250 لـ300 ألف جنيه
وتضع الفتاة العشرينية بعض الشروط للعملاء أهمها أن يكون استلام الطلب أمام مدخل العمارة وأن يكون التوصيل في نطاق 6 أكتوبر: «أنا حاطة شرط وبقوله للعميل قبل ما أجيله إني مش بطلع البيت سواء راجل أو ست، ولازم الاستلام يكون قدام العمارة، إلا طبعًا لو ست كبيرة فـ بطلع لها».
تحلم «ضحى» بمشروعها الخاص الذي يوفر لها دخلًا شهريًا ثابتًا، خاصة وأنّ العمل على «الإسكوتر» يعتبر مُرهقًا مع الإعاقة التي تعاني منها في العمود الفقري: «أنا بحب شغلي على الإسكوتر بس بيتعبني أحيانًا، ونفسي يكون ليا مكان أو مشروع خاص، وكمان بتمنى أقدر أعمل العملية اللي محتاجاها في ضهري بس تكلفتها غالية بتوصل لـ250 أو 300 ألف جنيه».