إرادة قوية لم يقف أمامها المرض، وطموح مثمر انتهى بتحقيق الهدف، على الرغم من إصابته بمرض ضمور العضلات، إلا أنه أصبح من أوائل الثانوية العامة في فلسطين، كانت لديه أحلاما كثيرة، مثل الآلاف الطلاب، جميعها تتوقف على السنة الأخيرة من الثانوية، أهمها الحصول على مجموع كبير، لإدخال الفرحة والبهجة على قلب أسرته.
الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة
منذ ولادته، أصيب قصي أبو ريدة، بمرض ضمور في النمو ونقص الكالسيوم، فكانت حياته مليئة بالتحديات والصعوبات، حتى استطاع أن يحقق حلمه في الحصول على مجموع مرتفع في الثانوية العامة «توجيهي» الشعبة الأدبية، ليصبح ضمن الأوائل على قطاع غزة، «من قبل ما ادخل ثانوية عامة، وأنا هيأت نفسي كويس عشان المرحلة الجديدة اللي داخلها، وأنها تحتاج دراسة وحفظ أول بأول».
التفوق العلمي، كان هدف ابن فلسطين، لذلك لم يكن يرضخ لمرضه وتحدى ظروفه الصحية، التي كانت سببًا في إصراره واستكمال مسيرته بالصبر والمثابرة، ليكون التفوق حليفه في النهاية، «كنت دايما عايز أجيب مجموع عالي يرفع الراس، عشان كده كنت بذاكر دايما، وأكتر حاجة كانت بتوقفني التشنج اللي بيحصلي»، هكذا عبر «أبو ريدة» خلال حديثه لـ«».
تخطي المواد الصعبة في الثانوية
الرياضيات والتكنولوجيا، أكثر مادتين واجه «قصي» صعوبة في دراستهما، لذلك كان يلجأ لطلب مساعدة أحد أفراد أسرته، حتى يستطيع تخطيهما بسهولة، «مع أن الرياضة كانت صعبة في الدراسة، لكن عرفت أذاكرها كويس وأخد الدرجة النهائية فيها»، موضحا أنه كان ينتظر النتيجة على أحر من الجمر، خاصة أنه كان يتوقع حصوله على هذا المجموع 95.4%.
«قصي» نموذج للتحدي والإصرار والمثابرة، فهو يسير بمساعدة عكازين، فضلا عن إصابته بالتشنجات خلال الدراسة، إلا أنه حقق أمنيته ووالديه في التفوق بالثانوية العامة، متمنيًا ان يتم دعمه من قبل المسؤولين للسفر خارج دولته، لاستكمال تعليمه، كما أنه يتمنى الحصول على رحلة عمرة، «بتحقيق إنجازي حلمي بيكبر، وعايز أحقق أكتر، وأتمنى الدولة تساعدني».