| «طارق» يتحدى الملل بـ«مشروع ورد».. الاستثمار يبدأ بعد الـ60

ثقافة العمر الضائع في بلادنا، حولها «طارق طلبة» إلى حياة جديدة، استعان فيها بحسّه الفني وحبه للطبيعة والنباتات، يقضي ساعات طويلة من يومه بمعزل عن صخب المدينة، يعكف على تنسيق قصاري الزرع وتهذيبها، كقطع ديكور ناطقة تتداخل فيها اللتجذب الناظرين إليها، حبًا في هذا العالم والاستفادة من وقت فراغه بما ينفع.

مشتل زرع بعد سن المعاش

بينما كان منشغلا بتنسيق النباتات وها جنبا إلى جنب، تحدث الرجل الستيني «طارق» إلى «»، مسترجعا بداية حلمه الذي خرج إلى النور قبل أكثر من 10 سنوات ومنعه عن استكماله، طبيعة عمله وانشغاله به، حتى سكن إيقاع حياته فجأة والتزم البيت بعد بلوغه سن المعاش: «طول عمري بحب الزرع والنباتات، فتحت المشتل ده من سنين، كنت مدير عام في الضرايب ومسؤولياتي كتير ومشغول ومقدرتش أراعي المكان وأهملته».

يبدأ يومه من العاشرة صباحا حتى غروب الشمس

«فجأة بقيت قاعد في البيت وكان لازم أشغل وقتي بالحاجات اللي بحبها»، تابع «عم طارق»، راويا كيف انتقى لنفسه حياة جديدة بعد بلوغه سن المعاش، بإعادة افتتاح مشتله الخاص الذي يتولى إدارته وتنسيق نباتاته بيديه، يقضي يومه كاملا بين هدوء الزرع ويشبع عينيه من جماله، يبدأ يومه من العاشرة صباحا حتى تغيب الشمس ثم يعود إلى منزله: «اليوم اللي مش بروح فيه المشتل بحس بحاجة ناقصة» بحسب تعبيره.

تشجير الفيلات والحدائق

مشتل الأب والجد الستيني لم يقتصر عند عرض النباتات وبيعها، بل زادت حركة البيع حتى ذاع صيته إلى تلقي طلبات تشجير نوادٍ وفيلات سكنية وحدائق، ودشن خدمة لتوصيل الطلبات إلى المنازل داخل محافظة الفيوم التي يقع بها المشتل: «بنتفق مع مندوب شحن يوصل الطلبات، والمشروع بقى مصدر دخل ليا بعد المعاش وحياة جديدة بحبها».

منزل الحاج «طلبة» ناله نصيب من الجمال، حيث اهتم بتزيين شرفاته وأركانه بنباتات الظل والزينة، واعتادت عينيه رؤية الطبيعة في كل مكان فأبدع في تنسيق النباتات به: «الموضوع ده فرق معايا نفسيا، اليوم اللي مبروحش المشتل فيه بحس إن في حاجة ناقصة».