في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، خطى شاب في مقتبل عمره في أحد الأماكن الخاصة بنقل الركاب داخل منطقة الأخصاص بمركز سمالوط في محافظة المنيا؛ ليعثر على مبلغ مالي ضخم داخل حقيبة ملقاة على الأرض، يضعه في حيرة من أمره، خاصة أنها المرة الأولى التي يمر بهذا الموقف.
ويحكي طارق رضا، 21 عامًا من مركز سمالوط، حاصل على دبلوم فني صناعي، أنّه منذ قرابة الـ10 أيام كان جالسًا مع بعض أصدقائه، حتى تلقى اتصالًا هاتفيًا من ابن خاله طلب منه الخروج سويًا: «ابن خالي كلمني قالي تعالا ننزل المنيا، مكنتش موافق، لكنه أصرّ وقالي تعالا نقضي يوم فنزلنا أنا وهو اتمشينا شوية وروحنا أكلنا وبعدين قالي نروح نشتري طلبات من الأخصاص».
طارق يعثر على 110 آلاف جنيه
توجّه طارق برفقة ابن خاله إلى موقف ميكروباصات الأخصاص حتى يستقلا سيارة للعودة إلى المنزل، ولكن طلب «طارق» من ابن خاله انتظاره حتى يقضي حاجته: «قولت لابن خالي يستناني أدخل الحمام، ومشيت في مكان الدنيا فيه كانت ضلمة ففتحت كشاف الموبايل عشان أقدر أشوف لقيت شنطة مرمية على الأرض»، بحسب حديثه لـ«».
حقيبة مقطوعة اليدين ملقاة على الأرض، أخذها «طارق» إلى المنزل دون أن يعلم ما بداخلها وذلك بعد أن ربطها حول بطنه، ولم يخبر أحدًا من أصدقائه أو أسرته بالأمر: «حطيت الشنطة فوق السطح ونزلت نمت وتاني يوم قعدت مع صحابي ونسيت إن الشنطة عندي في البيت».
وبعد يومين من العثور على الحقيبة، قرر الشاب العشريني أن يفتح الحقيبة حتى يرى ما بداخلها، إذ وجد بعض الأوراق المكتوبة باللغة الإنجليزية ومبلغا ماليا كبيرا: «لقيت ورق كتير وإشاعات في أول سوستة، والسوستة التانية لقيت الفلوس فاتصدمت وفضلت واقف قدامها نص ساعة مش قادر أقرب منها»، مؤكدًا أنّه استغرق حوالي 3 ساعات يعدّ المبلغ والذي وصل إلى 110 آلاف جنيه.
أسئلة كثيرة راودت «طارق» بعدما عثر على هذا المبلغ، خاصة وأنّه لا يعرف صاحبها حتى يُعيدها له: «أنا قولت هما يومين لو محدش سأل عليهم هي بتاعتي»، بحسب حديث «طارق»، مُضيفًا أنّه بعد مرور يومين وجد منشورًا على فيس بوك يفيد بالبحث عن مبلغ مالي مفقود: «الأول عديت البوست ومرضتش أقراه، وبعدين قولت مانت خلاص أهو وصلت لصاحبها وديهاله وخد فيها اللي فيه النصيب، وبعد رابع يوم رديت على البوست وقولت أنا اللي لقيت الفلوس وأنا اللي هرجعها».
«طارق» يصنع حيلة حتى يتأكد من صاحب المال
تواصل «طارق» مع صاحبة المنشور وحددا مكانًا للمقابلة لتسليم المبلغ المالي، إلا أنّه شكّ في حقيقة أحقيتها بالمال، فانتزع حوالي 10 آلاف من المبلغ وخبأها في جيوبه قبل أن يصل إلى المكان المتفق عليه: «حسيت أنهم ممكن يكونوا عاملين عليا حوار وأنهم مش صحاب الفلوس، فخبيت 10 آلاف جنيه وحطيتهم في جيبي وقولت لو هم مش صحاب الفلوس ولقوها ناقصة هيقولوا آه هي دي فلوسنا وخلاص».
مقابلة لم تتعدَّ الـ30 دقيقة، تعرف فيها صاحب الحقيبة على أوراقه ونقوده بفرحة عارمة: «أنا قولت للراجل عد فلوسك وبعد ما عدّها 3 مرات سألته فلوسك تمام؟ قالي تمام بس ناقصين 10 آلاف جنيه، فعرفت أنها فلوسه وقولت له أنهم معايا فقالي خلاص دي حلاوتك وخدها مش عايزها».
كانت القصة وراء طبيعة المال دافعًا في رفض «طارق» أخذ المبلغ الذي رصده له صاحب النقود: «قعدت معاه وعرفت أنّه عليه ديون والفلوس دي كان مستلفها عشان عمليات وأشعة فرفضت آخد الفلوس وطلعتها من جيبي وادتهاله، وقولت له أنا حتى لو خدتها منك هطلع أحطها في أي جامع»، لافتًا إلى أنّه كان من الممكن قبول المبلغ في حال كانت النقود ملكه وليست عن طريق السلف.