كان يراوده حلم الالتحاق بكلية الهندسة، لكن يشاء القدر أن تزهق روحه مع أصدقائه الثلاثة في حادث سير، ليحقق حلمه بعد مماته، وتصبح الصدمة مضاعفة لأسرته، فقد أصبحت الأمنية واقعًا ولكن رحل صاحبها، وأصبح مجرد ذكرى أليمة، تربط على قلب والدته المكلوم.
بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، اتفق الأصدقاء الأربعة على الاحتفال بعد عام كامل من المذاكرة والاجتهاد، وقرروا الذهاب إلى مصيف بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وكأنه آخر لقاء بينهم داخل سيارة تسير في طريق بلطيم النزهة، ووسط ضحكاتهم التي تغمرها الفرحة الشديدة، لقوا مصرعهم وكان من بينهم أحمد زغلول، الذي كان يتمنى دخول كلية الهندسة.
حصول «أحمد» على مجموع عالي
حصل أحمد زغلول، أحد الطلاب الأربعة، الذين توفوا نتيجة حادث سير في أثناء استقلال السيارة، على الطريق الدولي الساحلي في كفر الشيخ، قرب مدخل شاطئ النرجس في مصيف بلطيم، على نسبة 92.6% علمي رياضة، إذ لم تبلغ الفرحة قلبه، لتحقيق حلمه بدخول كلية الهندسة، فكان الموت أقرب له، حسب حديث صديقه حسام الدخاخني لـ«»: «أنا جبت 89% بس أول ما جبت نتيجة أحمد اتصدمت وعيطت كتير، عشان جاب مجموع عالي وكان نفسه يدخل كلية الهندسة، والنهاردة جاب مجموعها لكن مقدرش يدخلها».
«أحمد» حقق حلمه بعد وفاته
يتحدث «حسام» عن صديقه المتوفي بأنه كان باراً بوالدته، وكان يتمنى الالتحاق بكلية الهندسة، لإدخال السعادة على قلب والدته، التي كانت تحلم برؤية ابنها المهندس، إلى أن تحولت كل هذه الأحلام لكابوس يراودها، بعد فقدانها أغلى ما تملك، حسب كلامه: «أحمد طول عمره جدع وبيحب الخير لكل الناس، وكان نفسه يدخل هندسة، وقبل الحادثة على طول قالي خلاص هبقى طالب جامعي إن شاء الله، وهفرح أمي».
أصبح «حسام» في حالة توتر وتردد من فكرة، إخبار والدة «أحمد» بالنسبة، التي حصل عليها ابنها: «خايف عليها من الصدمة».