بعد أن كان نموذجا يُضرب به المثل لحسن خلقه وتفوقه في الدراسة، انقلبت حياته رأسا على عقب وتبدل حاله، بسبب أصدقاء السوء، ليصبح أحمد محمد، 17 عاما، شخصا حادا وفظا في المعاملة، وتحول من اللين إلى الشدة دون مبرر، حتى قرر الهروب من المنزل بعد أن ترك لوالديه رسالة تهديد، أثارت مخاوف بالغة بشأن نيته الانتحار.
يعيش «أحمد» في حي باكوس بمحافظة الإسكندرية، ويدرس في الصف الثاني الثانوي، وكانت تتوفر له كل سبل الراحة، لكنه أقدم على ما لا يتوقعه أحد من عائلته وأصدقائه، إذ فوجأ والده محمد عبد الله، 60 عاما، بهروب ابنه من المنزل، وترك رسالة تتضمن: «سامحوني رايح مكان أحسن من اللي أنتو فيه».
أصدقاء السوء سبب هروب «أحمد» من المنزل
سبب هروب «أحمد» من المنزل، لم يعلمه والده، إذ كان من المتوفقين بالدراسة ويتحدث بعض اللغات بطلاقة، إلا أن علاقته بأصدقاء السوء أفسدته وجعلته كارها لمذاكرة دروسه، رغم التزامه الشديد مسبقا بحضور كافة الحصص المدرسية يوميا: «بقى ماشي بشوية مبادئ زي خالف تُعرف ولن أعيش في جلباب أبي، وميعملش حاجة غير ينام الـ24 ساعة وميذاكرش ولا يعمل حاجة، عايز يبقى شفاف محدش يشوفه زي ما يكون لا شيء ويعيش مع نفسه».
تهديد وليس انتحارا
يعتقد «محمد» بأن على يقين بتفكير نجله، لذا فهو متأكدا من أن محتوى الرسالة لا تدل على الانتحار، وإنما مجرد تهديد لأسباب لا يعرفها، فلم يكن يدور بينهم أي أحاديث سوى عن المذاكرة: «هو ميقدرش ياخد خطوة الانتحار، أنا كنت بس أقوله ذاكر يقعد عالنت أو ينام».
انهيار الأم
بلهفة وحزن بالغ، يحاول الأب البحث عن ابنه في كل مكان، والاتصال بأصدقائه وأقارب الأسرة ولكن دون جدوى: «قافل تليفونه والفيس والماسنجر، وعايز الناس تدعي لأمه ربنا يلطف بيها ويرجعه بالسلامة»، بسبب انهيار والدته بشدة.