| طالب ثانوي يذاكر على عربية فول وبليلة: «بشتغل في النهار وأدرس بالليل»

تيقن أن الحياة صراع يجب خوضه لإثبات الذات، فأصر على تحقيق طموحاته مرحليا، بدأ رحلة السعي على الرزق عندما كان طالبا في المرحلة الإعدادية، انتقل من المنيا إلى القاهرة للعمل على عربة فول وبليلة، يعمل نهارا ويعود لدروسه ليلا، وعندما يحين موعد الامتحانات، يعود إلى قريته حتى ينتهي منها، وما إن ينتهي من الامتحانات يُسلم نفسه لأيام الغربة مرة أخرى، في رحلة البحث عن الذات.

يعيش «أحمد وائل»، 16 عاما، في محافظة المنيا التي تركها عندما كان طالبا في الصف الثاني الإعدادي، حيث قرر العمل لمساعدة والده على تحمل أعباء الحياة، ورغم صغر سنه لكنه يمتلك آراء ووجهات نظر لا يقبل بتغييرها، ومنها تفضيل العمل في القاهرة على أي مكان آخر، فهي تمتاز بالكثافة السكانية العالية، ما يزيد من تنوع فرص العمل.

رحلة «أحمد» من المنيا إلى القاهرة

ودع «أحمد»، أهله بالدموع، مقررا الغربة، يعيش مع بعض أقاربه الذين سنحت لهم الفرصة بالعمل في الحرف المختلفة بالقاهرة، ولم يمض الكثير حتى قرر أن يكون له مشروعه الخاص «عربية فول وبليلة»: «فكرت في الأول اشتغل كذا حاجة بس في الآخر اخترت أجيب عربية وأبيع عليها فول وبليلة، ولقيت الإقبال كبير فكملت».

علبة الفول والبليلة بـ5 جنيهات

دخل «أحمد»، في تجارب لطهي الفول والبليلة عدة مرات قبل تنفيذ مشروعه الصغير، حتى وصل لنتيجة رائعة المذاق، جعلته متميزا في الشوارع القريبة من محل سكنه، وتحديدا، الدقي ومصدق: «بدمس الفول وأعمل البليلة في البيت بنفسي، وبحط كل حاجة في القدرة على العربية، واشتريت علب ومعالق بلاستيك من النوع الكويس، وببيع العلبة بخمسة جنيه».

«أحمد» بائع نهاراً وطالب ليلاً

رغم انشغاله بعربة الفول والبليلة في القاهرة، إلا أنه لم ينس دراسته: «عشان أقدر اشتغل طول السنة خدت المدرسة منازل، وبروح على الامتحانات أخلص وأرجع علطول وبقالي 3 سنين شغال على النظام ده، وممكن أرجع المنيا كل شهر أو شهرين عشان أشوف أهلي».