بعد خروجه من بوابة الجامعة، قابل رجلًا بسيطًا يجلس في زاوية، بعيدًا عن حرارة الشمس يبيع الكتب، منتظرًا الفرج بقلب راضٍ ووجه بشوش، لتجمعهما الأحاديث، التي كانت سببًا في دخول السيد عبد الحميد، مجال الشعر والكتابة، ليوجه الشكر لـ«عم خالد»، البائع المثقف، على مواقع التواصل الاجتماعي.
يحكي «السيد»، طالب بالفرقة الثالثة كلية الآداب جامعة كفر الشيخ، عن حبه للقراءة منذ الصغر، لكنه أهمل هذه العادة بمرور الوقت، للتركيز على دراسته خاصة في المرحلة الثانوية، وبعد انتهاء يومه الدراسي في الجامعة، لفت نظره رجلًا يدعي «خالد كمال»، يجلس تحت شجرة كبيرة على السور المواجه لكلية التربية، عارضًا مجموعة متنوعة من الكتب، ورغم ظروفه الصعبة يعطيها للطلبة غير القادرين بالمجان، فقد عاهد نفسه على ذلك منذ 25 عامًا.
أعجب «السيد» بفكرة بائع الكتب، فقرر التحدث إليه مرات عديدة، وعرض عليه قراءة كتاب «أرض زيكولا»، كبداية لعودة الروح بداخله، إضافة إلى تلقيه النصائح المفيدة منه بأن يجعل الكتاب رفيقًا له في كل مكان قائلًا لـ«»: «لما دخلت الجامعة بالصدفه قابلت عم خالد، وقالي لازم ترجع تقرأ زي الأول، بدأت اشتري منه كتب كتير جدًا ومحتفظ بيهم لحد دلوقتي».
يشعر «السيد» براحة نفسية وطاقه إيجابية عند الحديث مع عم «خالد»، فقد كان سببًا في تغيير جزءً من حياته، إذ تعلم القضاء على الملل واستغلال أوقات الفراغ، بقراءة الكتب وخاصة ما يتحدث عن علم النفس، ماجعله يدخل مجال الشِعر العامي، ليوجه له الشكر للبائع على مواقع التواصل الاجتماعي: «الراجل الجميل دا، كان سبب رئيسي إني أكتب شعر، ويبقى ليا متابعين كتير، بقيت شاعر وهو علمني ودعمني ببلاش».
«خالد» يدعم غير القادرين بكتب مجانية
يشجع عم «خالد»، الشباب على القراءة لتكون رفيقًا لهم، بدلًا من أصدقاء السوء، ويعرض عليهم كتب مفيدة خاصة في مجال علم النفس، ويمنح الطلاب غير القادرين كتب بالمجان، ويوجه لهم النصائح كما يفعل مع ابنه الوحيد: «بشجع الطلبة على القراءة، ولما حد بيطلب مني كتب مش موجودة، بحاول أوفرها ليه، ولو طالب مش قادر يدفع تمن الكتاب، بقوله عادي ممكن بعد ما يخلص قراءة يرجعه أو لأ».