لم ييأس لحظة أمام مواجهته للمرض الخبيث الذي أصابه منذ قرابة العام والنصف العام، قاومه بكل شجاعة وقوة، واستمر في دراسته الصعبة وحياته دون خوف أو تفكير في المستقبل المجهول، انتظم في العلاج فكان الانتصار على السرطان حليفه، ليبدأ الشاب العشريني في استكمال حياته مجددًا، إلا أن الفرحة لم تستمر طويلا، إذ عاد المرض مجددًا، وأعيدت معه الرحلة الشاقة في العلاج والتحدي.
عام ونصف العام من المعاناة مع سرطان الدم
ما يقرب من العام والنصف العام عاشها عمر أشرف، الطالب بكلية الهندسة قسم الميكانيكا بجامعة قناة السويس، في معاناة مع سرطان الدم، بدأت برحلة طويلة وشاقة في العلاج انتصر فيها صاحب الـ21 عامًا على المرض الخبيث: «بالصبر والإيمان»، حسبما ذكر في حديثه مع «»، لافتًا إلى أنه منذ 5 أشهر أنهى العلاج، وتماثل الشفاء، وبدأ العودة إلى حياته الطبيعية.
عودة المرض الخبيث بعد 5 أشهر من التعافي
فرحة «عمر» لم تدم طويلا، إذ عاد له المرض مجددًا بعد 5 أشهر من التعافي، ليبدأ الشاب المقيم في الإسماعيلية رحلة العلاج مجددًا، وتلقى جرعات الكيماوي المكثفة منذ 45 يومًا: «هعمل زرع نخاع من والدي»، مضيفًا أن المرض الخبيث لم يمنعه من استكمال دراسته والتركيز فيها، على الرغم من مشقة المرض والتعب الجسدي والنفسي والألم المستمر وغير المحتمل: «جت لي فرصة أهزمه تاني».
أيام صعبة عاشها طالب الهندسة
«المرض ده بيجي يغير حياتك ويعيد ترتيب أولوياتك ويخليك تشوف الناس من منظور مختلف»، بهذه الكلمات عبر «عمر» عن رحلته مع سرطان الدم منذ اليوم الأول: «مش ناسي أول يوم أنا بتلوى في الأرض من الوجع وفقدت إحساسي بنصي اللي تحت»، مضيفًا أنه ظل نحو 14 يومًا لا يستطيع الشرب أو البلع بسبب الالتهابات.
أسلحة «عمر» لمواجهة السرطان
اعتاد طالب الهندسة على التحدث مع المرضى من نفس حالته: «بنصبر بعض»، حتى لا يفكر في مشقة المرض عند جلوسه منفردًا، مستكملا أن الأطباء وطاقم التمريض أصدقاء له: «بحاول أكون إيجابي وأحمد ربنا إنه مش حد من أهلي»، متمنيًا أن يجري عمرة بعد تماثله للشفاء، والسفر بعد إنهاء دراسته للعمل في الخارج.
نصيحة للمحبطين
ووجه «عمر» رسالة للشباب المصابين بالسرطان ويتملكهم الإحباط: «أنت بين إيدين ربنا مفيش حاجة في إيدك غير تتعالج أو تموت»، مناشدهم بالتشبث بالأمل وأن يتحلوا بالصلابة من أجل أسرهم، حتى لا يجعلوهم يشعرون بالعجز: «وقت التعب أنت اللي بتخلي التيار يسحبك معاه».