بين حقول قرى مدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، كان محمد ظريف، 18 عامًا، طالب ثانوية عامة، يسير في شوارع قرية أبو غنيمة، متجهًا إلى محل سكنه بقرية البحيري، فوجد على مرمى نظره حقيبة بلاستيكية سوداء اللواء، يظهر منها رزم من الفلوس، حملها الشاب ليتفقدها وذهب بها إلى منزله.
يروي «محمد»، لـ «»، أنه عاد إلى بيته حاملاً الأموال دون معرفة قيمتها، ووضعها حتى ذهب إلى درس خصوصي، ورجع لمنزله ليخبر والده بما عثر عليه، ومرت ساعات قليلة حتى سمع صوت مايكروفون أعلى «توك توك»، يجوب القرى مناديًا عن أمانة ضائعة، مطالبًا الذي عثر عليها بإعادتها مرة أخرى، مضيفًا: «كنت راجع البيت ولمحت كيس أسود، وعربية داست عليها قطعته، ولما فتحته لقيت فلوس كتير، رجعتها البيت لحد ما روحت الدرس وجيت تاني».
قيمة الأموال 100 ألف جنيه
رغم أن «محمد»، يقطن مع أسرة بسيطة الحال، إلا أنهم لم يفكروا بأخذ الأموال نهائيًا، مقررين التواصل مع صاحبها، التي ذكر «التوك توك»، عنوانه واسمه الثلاثي، وحين تواصلا معًا عرف أن المبلغ قيمته 100 ألف جنيه، وهو ثمن بيع 4 قراريط من أرض صاحب الأموال: «عرفت إن صاحب الفلوس من قرية جنبنها، وطلع توك توك ينادي عليها بدون ما يقول دول كام، وكمان وقتها ماكنتش أعرف الفلوس اللي معايا كان برضه، وقررنا أنا ووالدي وخالي نروح العنوان والاسم اللي قال عليهم التوكتوك».
«محمد» ينقذ حياة صاحب الأموال
لم يقتصر الأمر على رجوع الأمانة لصاحبها فقط، بل أعاد له صحته التي تدهورت حزنًا على فقد الأموال، إذ وصف «محمد» حالته بأنها كانت «تحت الصفر»: «صاحب الفلوس حالته كانت صعبة ومركب محاليل، أي حد لو مكاني هيعمل كده لأن دي أمانة ومش من حقي، حالته النفسية كانت سيئة وكان فاقد الأمل وحالته اتحسنت».