لعبت حكايات أجداده دورًا رئيسيًا في حياته، إذ كان يتسامر معهم في طفولته، يستمع إلى قصصهم، التي تنم عن ثقافة أهل سيوة، ومن هنا عرف طريق الحكي، ليقف بالجلباب على مسرح سيد درويش يتسلم درع التكريم، في مسابقة «آرت كاز» التي نظمتها مؤسسة مصر الخير، عن مجهوداته مع المتسابقين.
طاهر عبد الغني، 46 عامًا، أب لـ7 أبناء في المراحل التعليمية المختلفة، يعيش في محافظة سيوة، التي يشتهر أهلها بالتحدث باللغة الأمازيغية، الناطق بها شمال ووسط أفريقيا، وهي لغة ثانية موروثة بعد اللغة العربية، بحسب حديثه لـ«»: «اللغة الأمازيغية لا تكتب لكن بتتوارثها الأجيال بالنطق ودا عكس دولة الجزائر والمغرب اللي بنستخدمها في الكتابة والنطق».
«طاهر» حكاء تربى على ثقافة أجداده
تربى «طاهر» على حكايات أجداده الأمازيغية، ومن هنا تشبع بالثقافة والفن، وأدرك أن تاريخ سيوة يتناقل عبر القصص والحكي، فلم يكمل تعليمه واكتفى بحصوله على الشهادة الإعدادية، لأنه يعتبر الحياة هي المدرسة الأكبر والأهم في تاريخ الإنسان، تعلم حرفة النجارة منذ صغره، ومارسها من خلال خشب الزيتون والنخل في أعمال فنية وسياحية.
يحكي «طاهر» عن بدايته مع الحكي عندما شارك في مؤسسة «داير ما يدور»، لتدريب الشباب على الحرف اليدوية «عندي موروث ثقافي أمازيغي، لأني تربيت على الحكايات من جدي وجدتي، وبدأت أعرف يعني ايه حكي».
مسابقة «آرت كاز» لدعم فن الحكي
أطلقت مؤسسة مصر الخير مسابقة «آرت كاز» في فن الحكي والكتابة الإبداعية، وتقوم على فكرة التحرك من العاصمة إلى المراكز والمناطق النائية في مصر، ووقع الاختيار على سيوة كمنطقة مناسبة للتدريب على فن الحكائين، ومن هنا اختار المخرج حسن الجريتلي، «طاهر» ليقوم بالدليل التعريفي للقصص والحكايات في واحة سيوة، كما شارك في الورش للتعريف بالثقافة الأمازيغية.
تكريم الحكاء الأمازيغي
وفي حفل ختام الدورة الثانية من فاعليات مسابقة «آرت كاز»، التي نظمتها مؤسسة مصر الخير على مسرح سيد درويش، للإعلان عن أسماء الفائزين، كرمت «طاهر» بدرع على المجهودات التي قدمها خلال ورش الحكي.