الطب مهنة ملائكية يستطيع من يعمل بها أن ينقذ حياة الآلاف من البشر، لذا ترتبط على مر التاريخ بالإنسانية، لا سيما ما يرتبط بالجزء البيطري منها بإنقاذ حيوانات لا تتمكن أن تنطق بما داخلها من أوجاع تنهشها لكن يداويها أصحاب القلوب الرحيمة الذي كان آخرهم طبيب من كفر الشيخ استطاع إنقاذ بقرة بعمل جهاز تنفس صناعي لها ليستحق لقب الطبيب الإنسان.
أحمد عوض البالغ من العمر 27 عامًا، طبيب بشري أزهري متخصص بالعناية المركزة، من قرية شباس الشهداء مركز دسوق التابع لمحافظة كفر الشيخ، يروي لـ«»، بداية فكرته، أن حريقا حدث من فترة عند أحد الأقارب من أهل القرية، وأن بقرة من المواشي حدث لها حالة اختناق من كثرة الأدخنة التي استنشقتها وهو ما يسمى في الطب بتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، موضحًا أن جميع الأهالي كانوا يقدمون الدعم لصاحب الماشية.
تعاون أهل القرية لمساعدة صاحب الماشية
وأضاف «عوض»، أن الطبيب البيطري المتابع للحالة هو من طلب للماشية أكسجين للتنفس الصناعي والأهالي حرصت على إحضار أسطوانة الأكسجين في أسرع وقت، قائلًا: «قعدت أفكر أنا وعمي إزاي هنعمل للبقرة تنفس صناعي وإحنا مش معانا ماسك ليها، جبنا زجاجة مياه الـ 6 لتر وقصينا منها أجزاء كتير ووصلناها بأسطوانة الأكسجين وإحنا بنشغل الأكسجين لقينا الدكتور البيطري جاي عشان يتابع حالة البقرة».
استغراب الطبيب البيطري
وكشف عن استغراب الطبيب البيطري عند قدومه ليشاهده وهو يعمل على تنفس الماشية بجهاز الأكسجين الذي صممه يدويًا، «اتفاجئ لما لقاني بعمل للبقرة تنفس صناعي، راح مطلع موبايله وصورني.. أنا قولت يمكن بيصور نفسه سيلفي ولا حاجة، لقيته بقا بعدها بأيام منزل بوست طويل على فيس بوك بيتكلم فيه عني».
فكرة اقتصاص الزجاجة
وتابع الطبيب البشري، أن فكرة اقتصاص الزجاجة كانت إلهام من عند الله، مشيرًا إلى إحساس صاحب الماشية «الناس كانت بتقدمله الدعم وكانوا بيهونوا عليه خصوصًا طبعا بإن في الأرياف اللي عنده بقرة أو بقرة بيعاملها كأنها عيل من عياله لأنها رأس ماله الوحيد»، مشيرًا إلى الفرحة الصاخبة التي كان بها صاحب الماشية خاصةً بأنه فقد ماشية أخرى من وقت سابق.
واستكمل «عوض» حديثه أن البقرة ظلت على جهاز التنفس الصناعي لمدة 3 أو 4 أيام ولكن على فترات متفاوتة، وفي صباح كل يوم جديد كان صاحبها على أمل جديد لتظل على قيد الحياة ولكن «أهل البلد كلها كانت متعاطفة معاه وبتحاول تخفف من عليه»، مشيرًا إلى أن حديث أهل القرية كان «إزاي دكتور بشري أنقذ حيوان مش ده شغل البيطري؟!، والناس كلها بقت تقابل أخويا الصغير تسأله هو أخوك بشري ولا بيطري كان في حالة استغراب كبيرة».