| طعم إسكندراني في شوارع القاهرة: حكاية «فطيرة ساخنة» أنقذت أسرة «كمال»

بابتسامة تملؤها الرضا، يستقبل هذا الشاب الذي لم يبلغ من العمر 20 عاما، زبائنه، يقف بعربة أكل متنقلة في أحد شوارع القاهرة بمنطقة الفجالة، يبدع في عمل الفطائر الساخنة ويبيعها للمارة بأسعار مناسبة، ويقوم بتجهيزها أمام الزبائن وإضافة المكملات حسب الطلب، هذا المشروع البسيط هو مصدر الرزق الوحيد للشاب يعينه على الإنفاق على أسرته، وتعليم شقيقه الصغير الذي يرى فيه نفسه وآماله التي حُرم منها.

كمال بسيوني شاب مكافح من محافظة القاهرة، بعد تدهور الحالة الصحية لوالده، قرر ترك المدرسة للبحث عن العمل من أجل طلب الرزق، ولكي يساعد والده في الإنفاق على أسرته، بدأ بالعمل في مهنة «نجار مسلح» هو في عمر 12 عامًا، ولكن خطورة المهنة لم تكن تتماشى مع عمره الصغير، فبدأ في أعمال اليومية من أجل جلب المال، وفي نفس الوقت يبحث عن مشروع صغير يتمكن من تأسيسه.

بداية فكرة عربة الفطير

أثناء زيارة «كمال» إلى مدينة الإسكندرية للعمل بمجال المعمار، وجد أحد الشباب يقوم بعمل الفطائر بطريقة لم يراها من قبل، وعندما تناول الفطائر أعجبه الطعم لدرجة الانبهار، على حد وصفه، من هنا وجد فرصته في بدايته مشروعه الخاص، تردد على صاحب العربة مرة ثانية، وطلب منه أن يعلمه طريقة تحضير الفطائر والوصفات الذي يقدمها، بعد عودته للقاهرة بدأ في تجهيز العربة الذي تجول بها حتى بدأ مشروعه منذ أربع سنوات.

يوم كمال في تحضير الفطائر

يبدأ «كمال» يومه في خبز الفطائر في المنزل، ثم النزول إلى شوارع وسط القاهرة، على الرغم من سعادته بما يقدمه، وسروره بمعاملة الزبائن الذي تشجعه على الاستمرار، إلا هناك الكثير من المواقف المزعجة التي يتعرض لها بشكل يومي، منطقة وسط القاهرة مشهورة بالمحال التجارية، التي تفترش البضائع أمام تلك المحال بالشارع، عند وقوفه أما هذه المحلات يطلب منه أصحابها أن ينتقل إلى مكان آخر، بجانب حجم الآلام التي يشعر بها خلال الوقوف على قدميه لفترات طويلة.

طموح وأحلام كمال

في نهاية حديثه مع «» وفي حالة من الرضا الشديد، يتمنى أن يجد الدعم من أجل مواصلة السعي وطلب الرزق الحلال، وأن يتحمل ظروف الحياة لكي يصمد في مساندة والدته وشقيقة، وأن يصبح المشروع الصغير محل كبير لبيع الفطائر، ويحقق أحلامه وآماله التي حرم منها في نجاح شقيقه «نفسي يتعلم لحد ما يبقي ظابط».