حكاية مؤلمة بطلتها طفلة أسترالية صغيرة تدعى آري، تبلغ من العمر 6 سنوات، كانت تلعب حول الفناء الخلفي لمنزلها ثم قطفت زهرة بيضاء صغيرة من نبات قريب قبل أن تشم الزهرة وتضعها خلف أذنها، ولكن في اليوم التالي وقعت كارثة، إذ أصيبت عينها اليسرى بالقشور، وانتشر طفح جلدي أحمر على خدها، وامتلأت أنفها ببثور خام، وأصبح وجهها متورمًا لدرجة يصعب معها التعرف عليها، وفي غضون ساعات أصيبت بخفقان القلب وضيق في التنفس.
بدأ الأطباء على الفور في علاج الفتاة من هذه الأعراض، ولكن مع استمرار الحالة في التدهور اكتشفوا أنها تعرضت لتسمم بسبب الزهرة التي قطفتها، فهي من نبتة الشوكران، وعشبة ضارة شائعة في العديد من دول العالم خضراء اللون مع أزهار بيضاء صغيرة، بحسب موقع «7news» الأسترالي.
عشبة الشوكران نبات سام منتشر في العديد من الأماكن، ولا يعرف كثير من الناس أنه سام، وهذا بالطبع ما حدث في حالة آري، الطفلة الأسترالية الصغيرة، التي تقول والدتها «لم نكن نعرف أن هذا النبات خطير، كان حرفيا في كل مكان في فناء منزلنا الخلفي».
بداية ظهور الأعراض على الطفلة
عندما لاحظت والدة آري، شافانا، لأول مرة ظهور طفح جلدي على وجه ابنتها، أدركت أن هناك شيء خطير، وكان رد فعل الأم سريعًا، إذ أحضرت خلطة من دقيق الشوفان الدافئ، ووضعت منها كما باردا وضغطن على الطفح الجلدي، ولكن في اليوم التالي تورمت عينا طفلتها الصغيرة وغطى وجهها بالكامل بـ«طفح جلدي» وظلت تعاني من السبات العميق.
استمر الطفح الجلدي سريع الانتشار في التفاقم، وعندها نقلت شافانا ابنتها إلى المستشفى، إذ ظن الأطباء أنها حالة تسمم بسبب حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء، وأُعيدت الأسرة إلى المنزل ومعها أدوية، لكن الطفح الجلدي لم يُظهر أي علامات على التباطؤ، وظلت الطفلة الصغيرة تنام طوال اليوم وتعاني من فقدان الذاكرة.
اكتشاف سبب الكارثة
بدأت شافانا وزوجها كوبي يخافا وقررا البحث عن سبب تدهور حالة ابنتهما، ولأنهما يعرفان أن الطفلة أحيانا تعاني حساسية، طلبا طباعة قائمة بالنباتات السامة وتنزيل تطبيق على هواتفهم للتعرف على الأنواع المختلفة، وهنا اكتشفا سبب الكارثة، وهي نبتة الشوكران التي نمت في حديقة المنزل دون أن يعرفا أنها سامة.
نبات الشوكران موطنه الأصلي أوروبا وأمريكا الشمالية، يمكن أن يسمم الأغنام والماشية والخنازير والخيول والحيوانات الأليفة والبشر، وعندما يشم أي إنسان رائحة الزهرة، ينتقل السم عبر أنفه، مما يتسبب في ظهور بثور في الممر الأنفي، وهذا ما حدث مع الطفلة آري.
تقول شافانا: «اليوم بعد 3 أسابيع تقريبًا من اليوم الذي شمت فيه آري رائحة الزهرة، بشرتها أفضل بنسبة 90% من الخارج، ولكنها تعاني من صعوبة في النوم، بسبب شعورها بأنها لا تستطيع التنفس، وكذلك خفقان القلب في الليل، ومع ذلك، بعد كل هذا نحن ممتنون لوجودها ورؤيتها على قيد الحياة».