| طفلة تفقد القدرة على التنفس.. وقرار مهم من المحكمة بشأن إنهاء حياتها

فرحة عارمة ملأت قلوبهم ورسمت البسمة على شفاهم، بعد أن بدت على وجوههم آثار الحزن وخيبة الأمل، وحرمانهم من الأمومة والأبوة التي هي من أقوى الغرائز التي يحلم بها كلًا من الرجل والمرأة.

بعد معاناة طويلة وهب الله هذين الزوجين طفلة صارت لهما البهجة والونس والعكاز في الدنيا، ولكن كان للقدر كلمة أخرى، حيث فوجئ والدين بأن ابنتهما لن تستطيع العيش بعد إصابتها بشكل كبير في الدماغ، لتنطفيء الحياة مرة أخرى. 

ألتا فيكسلر، طفلة تبلغ من العمرعامين، عانت منذ اللحظات الأولى من ولادتها بإصابة بالغة في الدماغ، حيث أكد الأطباء أنها لا تستطيع التنفس أو الأكل أو الشرب بمفردها ولابد من وضعها على أجهزة المساعدة على الحياة بشكل دائم ولا أمل في العيش. 

وترقد «ألتا» حاليا في قسم العناية المركزة بمستشفى جامعة «مانشستر»، وتأت الصدمة للأبوين بأنه لم يعد هناك مفر من إعلان الحقيقة المرة، وأنهم يجب أن يودعوا ابنتهم للأبد، بحسب صحيفة «ميرور» البريطانية.

قرار صادم: إحالة الأوراق إلى المحكمة الطبية  

وبسبب تدهور الحالة الصحية للطفلة واستحالة النجاة بدون الأجهزة المساعدة، قرر الأطباء المسئولون عن رعاية «ألتا»، إحالة أوراقها إلى المحكمة الطبية المختصة وترك قرار استكمال وضع الأجهزة، حيث أن الوالدان يؤمنان بأنها ستتحسن وطبيا وعلميا الكلام غير صحيح على الإطلاق.

وجاء قرار القاضي بعد عقد جلسة استماع من الطرفين، بأنه من مصلحة الطفلة نزع الأجهزة المساعدة ووضعها على نظام الرعاية الملطفة لحين موعد الوفاة، وجاء في قرار المحكمة «ليس هناك احتمال أن تتحسن حالتها على الإطلاق»، ولكن لاقى القرار استهجان ورفض من قبل الوالدين نظرا لأن ديانتهما اليهودية تمنعمهما من إنهاء حياة طفلتهما.

وأكد الأطباء أن نقل الطفلة إلى أي مستشفى آخر لن يفيد سوى في إطالة ألمها وعذابها فقط، فيما قال القاضي: «لا يمكن انتقاد الوالدين لأنهما توصلا إلى قرار مختلف بناء على الشرائع الدينية التي تحكم أسلوب حياتهما، لكني أطبق المبادئ القانونية العلمانية التي يجب عليّ القيام بها، ووفقًا للاحترام الواجب للمعتقدات الدينية الراسخة للوالدين، لا يمكنني الموافقة على تقييمهم ومطلوب مني التصرف وفقًا لذلك، وليس من مصلحة ألتا أن تستمر على العلاج الطبي الذي يحافظ على الحياة».