| طفل فلسطيني يرتجف من الخوف: صحيت على أصوات القصف

وجه أسمر، ملامح طفولية، ملابس بسيطة يغطيها التراب، جسد يرتجف بالكامل، عينان مذهولتان تحملقان في اللا شيء.. هكذا ظهر طفل فلسطيني في مقطع فيديو تدمع له العين ويُدمى له القلب، وهو يرتجف بأكلمه من شدة الخوف، بعدما استيقظ من نومه على صوت الانفجارات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

طفل فلسطيني يرتجف بشدة من الخوف

على الرغم من التدمير الذي تُسببه قذائف جيش الاحتلال في قطاع غزة على مدار الأيام السابقة وحتى الآن، إلا أنها كانت أشد قسوة ووحشية على قلب هذا الطفل، الذي يبدو أنه لم يكمل العقد الأول من عمره؛ إذ لم ترحم براءته ولم تراعِ احتياجه للراحة أو تُقدِر اطمئنانه وإغراقه في النوم، بل راحت تدوي في كل مكان من حوله ليستيقظ المسكين ليس على صوت أحد والديه إلى جواره أو صوت موسيقى طفولية يفضلها، وإنما على صوت تفجيرات صاخبة وخراب ودمار وصرخات مُدوية تملأ الأرجاء من حوله حتى تملَّكه الخوف وبات الصغير عاجزًا عن السيطرة على أطراف جسده الذي بات يرتجف بشدة وبصورة واضحة من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه.

الطفل الفلسطيني: كنت نايم وصار قصف علينا وإحنا نايمين

وظهر الطفل الفلسطيني في مقطع فيديو التقطه المصور والصحفي الفلسطيني عبدالله العطار، ونشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وهو يروي ما حدث، وسبب كل هذا الخوف الذي يتملكه، قائلًا: «كنت نايم وصار قصف علينا وإحنا نايمين».

الغريب في مقطع الفيديو أن الطفل رغم خوفه الشديد ورجفته الواضحة إلا أنه ظل متماسكًا وكأن دموع الطفولة لا وجود لها لديه؛ ربما كان ذلك ناتجًا عن شعوره بأنه سقط في أيدي غرباء أو أعداء؛ فغلبتا الصدمة والخوف غريزته الطفولية في البكاء، التي لم تعلن عن ذاتها إلا حينما احتضنه المُسعف وقَبْل جبهته يمنحه الطمأنينة ويذيل صدمته وخوفه.. حينها فقط ظهرت الدموع وانسالت بشدة وعَبَرَ الطفل عن حزنه وفجيعته.

حزن كبير وسط رواد منصات التواصل الاجتماعي

وتفاعل عدد كبير من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي مع الطفل الفلسطيني، وراحوا يسطرون تعليقاتهم على مقطع الفيديو، متمنين السلامة له ولكل أهالي غزة والشعب الفلسطيني، وأن ينصرهم الله في حربهم أمام جيش الاحتلال ويُصبرهم ويعينهم أمام انتهاكاته الإجرامية القاسية، فكتبت نهال أحمد: «كل ذرة خوف وقلق ووجع الأطفال دى شافتها بإذن الله تشوفوها في أقرب الناس ليكم وتبكوا بدل الدموع دم على كل اللى شافوا»، وكتبت أسماء إسماعيل: «يا عمري اسم الله عليك قطعت قلبي والله نفسي آخدك وأعوضك عن أي حاجة شوفتها والله بس مش في إيدي حاجة غير أن أقول يا رب أنت المنتقم الجبار».

قصف مستشفى المعمداني على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي

وكانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت، مساء أمس، مستشفى المعمداني في غزة، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 500 فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ، كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن قصف مستشفى المعمداني جريمة إبادة جماعية وكارثة إنسانية تتحمل إسرائيل كامل مسؤوليتها، وفقا لقناة «القاهرة الإخبارية».