أنامل صغيرة تتناثر منها الدماء يتوسطها خاتم تسبيح، ظل الطفل الفلسطيني ممسكًا به لآخر نفس قبل استشهاده، ليرحل في صمت، في واحد من المشاهد المأساوية التي التقطتها عدسة المصور الصحفي الفلسطيني حسام شبات، عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك.
«التسبيح» آخر لحظات طفل فلسطيني قبل استشهاده بدقائق
غطى الكفن جسده فلم يظهر منه سوى يده والدماء تغطي الجزء العلوي من خاتم التسبيح، الذي لم يختلف لونه عن الدماء، ليكون المشهد الأخير روحانيًا، ظل ينادي الله بكل الكلمات محاولًا طلب النجاة منه، وكأن صوته اخترق سبع سموات ليصل إلى العنان، ليرحل طاهرًا ناقيًا لا يترك وراءه سوى مسبحته التي ظلت باقية رغم رحيله، لتنغلق عيناه على واحده من المشاهد المأساوية، التي اعتاد على مشاهدتها، إلا إن الفارق الوحيد هو رحيله هذه المرة لتصبح الأخيرة في عينيه.
تعاطف شديد من رواد الـ«سوشيال ميديا»
وتبادل مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم الشخصية عدة صور ومقاطع فيديو للطفل الفلسطيني الذي يمسك بخاتم التسبيح قبل استشهاده بلحظات، مشيدين بتمسك الطفل بالحديث مع ربه في أقسى الظروف وأحلكها، وأنه اختار الملجأ الذي لا يخيب أو يتخلى، كما أدانوا بقسوة جرائم الحرب والمجازر التي تحدث في قطاع غزة للمدنين العزل من النساء والأطفال والشيوخ على أيدي قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة للطفل الفلسطيني على منصات الـ«سوشيال ميديا» العديد من التعليقات المتعاطفة مع الطفل وأهالي غزة بالكامل والمستنكرة لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فكتبت ريري: «يا جمال لما يقابل ربنا وفي إيده السبحة وآخر كلام على لسانه ذكر الله اللهم تقبلهم جميعا وانصرهم وبرد قلوبنا عليهم يا رب»، وكتبت أخرى: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، في الجنة ونعيمها يا حبايبي، ربنا ينصر أهل فلسطين ع الصهاينة أعداء الله حسبنا الله ونعم الوكيل في الصاينة الكافرين عليهم لعنة الله في الدنيا والآخرة، اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب زلزل الأرض من تحت أقدام اليهود».
لوم النفس على ضعفها
وإلى جانب تحريك القلوب إلى التعاطف مع أهالي غزة والغضب ضد جيش الاحتلال، كانت صورة الطفل الفلسطيني الممسك بخاتم التسبيح قبل استشهاده سببًا في تحريك القلوب نحو خالقها ووسيلة تذكرة لتوجيه اللوم على النفس على ضعفتها وتقصيراتها في حق الله، فكتبت هالة دهشان: «والله ما ينحزن عليهم.. نحزن على أنفسنا وغفلاتنا نسأل الله يتولانا نحن برحمته ويستخدمنا ولا يستبدلناويختم لنا بالإيمان، أما هم فاصطفاهم هما أهل رباط ومجاهدين فى سبيله لقد فازوا فوزا عظيما هنيئا لهم الشهادة وجنة عرضها السموات والأرض، جروحهم وإصاباتهم وأشلائهم اللى بتوجعنا ما هى إلا درجات ارتقوا ويرتقون ويشفعون لأهلهم، وهفضل أقول من كان مع الله فقد غَلب.. وهم مع ربنا ومش راح يخذلهم أبدا في الحالتين هما كسبنين.. النصر أو الشهادة».